السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 19عامًا, وهذه قصتي, وأرجو تقييم حالتي جيدًا.
تركت المدرسة في عمر 15 عامًا, وعملت في معمل, ولكني لم أكن سعيدًا في العمل, وكنت أحس أني ضعيف الشخصية, وفاشل في حياتي, من خلال أهلي وأخي الذين كانوا يقولون لي: "أجدب أو ملطوش" أو لا أعرف أن أتكلم, وفي نفس الوقت كنت لا أتغيب عن العمل, وكنت سعيدًا في عملي, وكنت أضحك مع العمال, وعندما كنت أخرج مع أصدقائي كنت أتحسس من كل كلمة يقولونها لي مثل: "حمار أو أجدب" وكانت على سبيل المزح, وكنت أمزح معهم أيضًا.
ومرت الأيام, وكنت أحيانًا أبكي بالليل دون علم أهلي, ولم أكن أفضفض لأحد من أهلي, وبعد سنتين من عملي - وكانت حياتي شبه طبيعية - صرت أحس بإحساس غريب وهو عدم التركيز, وصعوبة عمل الأشياء, وكأن شيئًا يعيقني, وبعد عذاب استمر قرابة الشهر قلت لأمي: إني أحس بهذا الشعور الغريب, فقالت: إنه وهم, وعليك أن تنسى, وأن لا تفكر فيه, وسيذهب وحده, وبعد شهر من معاناتي قرأت عن علامات الاكتئاب, واكتشفت أني أعاني بعضًا منها, وهي صعوبة في عمل الأشياء, وعدم التركيز, فذهبت إلى طبيب نفسي, وقال لي: من الواضح أنك تعاني من الاكتئاب, وأعطاني "زيرابين وزولو سير" حبة صباحًا وحبة مساء, وكنت سعيدًا أني عرفت ما هو مرضي, وسأشفى منه.
وبعد 4 أيام تحسنت من ناحية التركيز, وبعد يومين من التحسن هبط مفعول الدواء, وبعد 15 يومًا ذهبت إلى طبيبي النفسي, وقلت له: لماذا لم أتحسن وأشفَ منه؟ فقال: إن الحالة تحتاج وقتًا, وبعد مرور شهر تقريبًا ذهبت إلى طبيب - ليس نفسيًا – عنده معلومات عن هذا المجال, وأخبرته بقصتي, فقال: من الواضح أنك تعاني من الاكتئاب, ووصف لي "زولفت" حبة كل مساء, وأحسست أنه عرف حالتي, وأني أعاني من حالة اكتئاب خفيف, وأني سأتعالج, وبالفعل رجعت إلى البيت سعيدًا, وبعد يومين من أخذ الزولفت تحسنت من ناحية التركيز, وكنت سعيدًا لتحسني, وأني سأتعالج تدريجيًا, وبعد يومين من التحسن انخفض مفعول الدواء, وتضايقت كثيرًا, فذهبت للطبيب, فقال: إن الدواء لم يأخذ مفعوله بعد, ويحتاج إلى 10أيام, مع العلم أنه قال لي: إنك بعد أسبوع ستتحسن, وأخبرته أني أريد أن أتعافى منه, فقال: إني سأتعافى, وإني أعاني من الاكتئاب الخفيف, وقال لي: يجب أن تعاشر الأصدقاء.
وبعد 10 أيام رفعت الجرعة إلى حبتين, ولكني لم أتحسن, وبعد مرور شهر, قال لي: إنك لست مقتنعًا أن لديك اكتئابًا خفيفًا, وأعطاني اسم طبيب نفسي لأذهب إليه, وأستمع إلى تشخيصه, وذهبت إليه, وقال: إني أعاني من عسر مزاج, وأعطاني "دولوكستين وليثو كير ", وقال: بعد أسبوعين ستتحسن, وقد تناولت الدواء قبل شهر ولم أتحسن, فماذا أفعل؟
وأريد أن أعرف:
قرأت أن أدوية الاكتئاب لا تعالج الاكتئاب من جذوره, وإنما تخفف من أعراضه, والباقي على المريض من خلال معاشرة الأصدقاء, وإقامة الصلوات الخمس, وتلاوة القرآن, والتفكير الإيجابي.
لماذا لم أتحسن وقد كنت مواظبًا على العلاج؟ وكان الطبيب يقول لي: إني أعاني من اكتئاب خفيف, وكنت آتي إليه وأطرح عليه مشكلتي, وهذه نقطة إيجابية.
ما هي حالتي: هل هي اكتئاب خفيف, أم عسر مزاج, أم حالة أخرى؟
قرأت أن من يعانون من الاكتئاب لا يشفون نهائيًا, وتبقى أعراض المرض معهم بنسبة قليلة, ويتأقلمون معها فهل أنا منهم؟
قال لي الطبيب: إن اكتئابك بنسبة 1 من عشرة وسيتعالج, وأنا أذهب إليه كل 15 يومًا, لإطلاعه على آخر المستجدّات, وأرتاح قليلاً, وأحس أني تحسنت قليلاً, وبعد يومين تتراجع حالتي, فأصبح أفكر في المرض, وأني لم أشف منه, وأنه سيلازمني طول العمر, وأحيانًا أفكر أني أعاني من الاكتئاب الخفيف, وأنه سيذهب مع الأيام من خلال العمل, وعدم التفكير فيه.