السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس بالجامعة، ومتفوّقة في دراستي – والحمد لله -، أصلّي وأحاول قدر استطاعتي الالتزام بملابس محتشمة رغبة برضا ربّي.
أوقفني شاب يدرس معي، وطلب مني التّعارف، ولكني رفضت، على أساس أنني لا أكوّن علاقات غير شرعية مع الشباب، وحاول مرّتين ثانيتين أن يعيد طلبه، ولكننّي لا أعطيه الفرصة للحديث وأنصرف، ولا أنكر أننّي أتصرّف بشكل قاس إلى حدّ ما.
فقد سبق لي في مرّات سابقة أن حاول بعض الشباب طلب معرفتي، وفي كلّ مرّة أرفض بشكل قاس، كأن أقول: دعني وشأني، أو أن أصمت دون مبالاة به، وأتصرّف بتسرّع وبشكل لا إرادي، لدرجة أنني أحس بعد فوات الموقف أنني كنت قاسية على الشاب، وأندم على تصرفي، وأقول كان عليّ أن أجيب بشكل لبق ومؤدّب، وأندم ندما شديدا.
فمرّة من المرّات كنت في سيّارة أجرة كبيرة في اتّجاهي للجامعة، ثم أوقف السيّارة شابان وركبا، وطول الطريق كانا يتحدثان، وكان يبدوا من بعض ما سمعته منهم أنهما عاقلان، وليسا من الشباب المستهتر والتافه، وعندما وصلا لمكان نزولهما، طلب مني الشاب الذي كان جالسا بجانبي أن أعطيه رقم هاتفي بسرعة قبل أن ينزل صديقه، وأكملت أنا طريقي في سيّارة الأجرة، ولكني في الحقيقة فوجئت بطلبه كونه لم يحدّثني ولم يعاكسني أو يزعجني بالنظر إطلاقا طيلة الطريق، ولم أجبه، وكأني لم أسمعه، وانصرفا، وأكملت سيري في السيّارة، ورأيته من النافدة، وتبدو عليه ملامح الخيبة والأسى، ولا أنكر أنه كان يبدوا محترما وملتزما، وأحسست أنه قد أعجب بلباسي المحتشم، فلم يطل النظر في، فلقد عانيت بعد ذلك الموقف كثيرا.
وكلما أتذكره ينتابني ندم، وأقول لمَ لم أعطه الّرقم فقط لمعرفة ما يريد، ثم أوضح له بأني لا أقبل بعلاقة غير شرعية، ثمّ أرى مراده، لماذا أتصرف أنا دائما بعجلة ولا أفكر؟
لماذا أطرد كل من يتقدّم لمعرفتي؟ وأرفضه قبل التفكير؟ وفي كثير من الأحيان أرفض الشخص بناء على شكله، لأني لا أعرف أخلاقه، وبعد الرفض أكتشف أنه قد يعجبني، أو أجد فيه ما يعجبني من حسن خلق أو علم أو ما شابه.
آسفة على الإطالة، ولكنّي أحتاج لمن يفهم مشكلتي فيساعدني، وسؤالي باختصار هو:
كيف أتصرّف في مثل هذه المواقف؟