الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أنطوائيا ولا أحب الاجتماعات.. كيف أتغلب على هذه المشكلة؟

السؤال

عنـدي عيب خلقـي أثر على حياتي سلبا، أصبحت انطوائيا، ولا أحب حضور الاجتماعات، ومع ذلك أحاول قدر الإمكان أن أتغلب على مشكلتي، وأحضر أحيانا.

كيف أجعل العيب الخلقي لا يؤثـر علي؛ لأني إذا سألني أحد في الموضوع أنحرج ويحمـر وجهي، وبعض الأحيان ألوم الله؛ لأنه خلقنـي هكذا، أعلـم أن هذا الشيء حـرام، لكن المضايقات التي أتعرض لها هي السبب في جعلي أفكر هكذا، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

تختلف أشكال الناس من شخص لآخر، وتختلف كذلك رؤيتهم لهذه الفروق بين الناس، وقد يقبل البعض بمظهرهم وهيئتهم 100% بينما البعض الآخر تتراوح درجة تقبلهم لهيئتهم بنسب متفاوتة دون هذا.

والناس بشكل عام، إلا القلة القليلة ربما ينظرون عادة بشكل إيجابي للشخص الذي عنده اختلاف واضح عن غالبية الناس، سواء وصل هذا الاختلاف إلى درجة "العيب الخـَلقي" أو لم يصل لهذا.

إلا أن المشكلة أننا وفي غالبيتنا، نعوّل كثيرا على آراء الناس فينا، وعلى نظرتهم إلينا، مما قد يصل أن نقبل ما يقبله الناس، ونرفض ما يرفضه الناس، وليس هذا بالأمر الصحيح أو السليم، ولذلك يمكن أن يتفهم الواحد منا كيف بدأ يتجنب لقاء الناس خشية من نظرتهم إليه، أو سؤالك عما يشغل بالك، حيث تشعر بالحرج والارتباك واحمرار الوجه، ومع الوقت تجد نفسك قد انعزلت كثيرا عن اللقاء بالناس.

ما رأيك إذا قلت لك أن في حياة الناس الكثير الكثير مما يشغلهم، حيث إنه ليس عندهم وقت ليشغلوا أنفسهم بنا، وفي أشكالنا ومظهرنا، أضف إلى هذا أن بعض الناس قد ينظر إلينا نظرة عادية وطبيعية إلا أننا وبسبب حساسيتنا لأمر ما في هيئتنا ومظهرنا، فقد نؤول نظرتهم على أن فيها ما لم يقصدوه أصلا.

فهيا يا أخي فارس، أنت بقيمتك ولبـّك وأعمالك وخلقك... وليس في مجرد شكل جانب من جوانب جسدك، فحاول عدم تجنب الناس، والابتعاد عنهم، فهذا التجنب والابتعاد لن يحل الموضوع، وإنما سيزيده حجما في نفسك، مما يؤدي للمزيد من التجنب والابتعاد.

اقتحم مجالس الناس، وارفع رأسك، والذي لم يعجبه شيئا مما عندك، فهذه مشكلته، وليست مشكلتك!

والرسول الحبيب يقول لنا مشيرا إلى أن قيمتنا ليس في مظهرنا وشكلنا، وليس بالغطاء الخارجي، وإنما في لبنا وما بداخلنا، حيث يقول لنا معلما وموجها "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً