الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والاكتئاب جعلانني انطوائيا.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد استشارتكم جزيتم خيرا.

أبلغ من العمر 29 سنة، مشكلتي منذ فترة طويلة أعاني من قلق واكتئاب، وصرت إنسانا انطوائيا أحب العزلة، فأتمنى أن تنصحوني بعلاج مناسب لحالتي، وتزويدي باسمه، ومشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن (حقيقة) لا ننصح أبدًا بأن يُشخص الناس أنفسهم بتشخيصات أساسية مثل الاعتقاد بأن الإنسان مصاب باكتئاب نفسي؛ لأن الاكتئاب مرض له معايير تشخيصية خاصة وله تبعات، وأعتقد أن الاستعجال في تناول الأدوية ليس صحيحًا.

القلق يوجد وهو طبيعة من طبائع الإنسان، وهو مطلوب (حقيقة)؛ لأن يجعل الإنسان فعّالاً وناجحًا، لكن حين يزداد في معدله الأساسي، فهذا قد يسبب مشكلات.

أخِي الكريم: في هذه المرحلة لا أنصحك بتناول علاج دوائي أبدًا، إنما الذي أنصحك به هو أن تتدارس حالتك بصورة متأنية وتُعيد تقييمها، هل أنت فعلاً تعاني من اكتئاب؟ أم هو مجرد عدم القدرة على التكيف مع ظهور قلق وشيء من عسر المزاج؟ وهذا قد يؤدي إلى مشاعر سلبية، لكنه يُعالج بالتفاؤل وبدفع النفس، مثلاً في حالتك لماذا أنت تحب الانطواء والعزلة؟ حتى وإن كان لديك قلق، أو كان لديك شعور بالإحباط، هذا يجب أن تقاومه، وأن تدفع نفسك نحو التواصل الاجتماعي، وأن تنظر إلى الجانب الأجمل في الحياة، وهو جانب الفعالية، وأن تكون مفيدًا لنفسك ولغيرك.

أخِي الكريم: أنت في سن الشباب، لديك طاقات نفسية وجسدية كبيرة جدًّا.

ولتحديد الأمور تحديدًا دقيقًا أنصحك في هذه المرحلة بأن تكون لك برامج يومية، تلتزم بتطبيقها، هذه البرامج يجب أن تشمل ممارسة الرياضة – هذا ضروري جدًّا – أن تبذل جهدًا لتصلي الصلوات في المسجد، لأن هذا فيه (حقيقة) بتر كامل للعزلة، أن تعزز من علاقاتك الشخصية في محيط العمل، اسع دائمًا لذلك، خذ قسطًا كافيًا من الراحة، أن تنام النوم الليلي مبكرًا، أن تكثر من الاطلاع والقراءة، القراءة داعمة جدًّا للفكر الإنساني، والإنسان حين يتطور فكره يتأمل في نفسه ويتدبرها بصورة أفضل، ويشعر بمصادر قوتها.

عدم المعرفة والاطلاع دائمًا يُشعرنا بالسلبية، ويُشعرنا بضعف تقدير الذات، فأريدك أن تعتمد على هذه المناهج.

ومنهج آخر سلوكي مهم جدًّا، هو التغيير المعرفي، التغيير المعرفي نقصد به أن لكل فكرة سلبية ما يقابلها من فكرة إيجابية، فالإنسان يجب أن يفضح الفكرة السلبية، ويرفضها، ويستبدلها بفكرة إيجابية، وكذلك الفعل السلبي يُستبدل بفعل إيجابي، هذه كلها ممارسات سلوكية مهمة جدًّا.

فأعتقد أن هذا هو المطلوب منك في هذه المرحلة، وإن لم تتحسن الأمور قطعًا يفضل أن تقابل طبيبا نفسيا، حتى وإن كانت هذه المقابلة لمرة واحدة، ولا مانع لدينا قطعًا أن تتواصل معنا مستقبلاً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً