الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي رجل ملتزم ولكنه غيور جدا وشديد، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة جامعية في سنتي الدراسية الأخيرة، تقدم لخطبتي شاب ملتزم، ومستواه التعليمي كمستواي، وظروفه جيدة، وعند السؤال عنه تبين أنه رجل متعصب وغيور جدا، وهذا الأمر تبين عندما جلسنا أول جلسة، فلقد أخبرني أنه لا يسمح بخروج المرأة من البيت من غير زوجها إلا للضرورة القصوى، وكما يقال عنه أيضا: بأنه صعب الطباع وشديد، فهل أقبل به؟ علما بأنني فتاة ملتزمة، وأخاف أن أرفضه لأنني أرتضي مستوى التزامه، ولا نزكي على الله أحدا، وبكوني رفضت قبله الكثير، وكلهم لأسباب تتعلق بالدين أو الخلق.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -أيتها الأخت الفاضلة– ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا على الخير، وهنيئًا لمن تجد صاحب الدين وصاحب الخلق، وأرجو أن تعلمي أن شدة الغيرة دليل على كمال الرجولة، ودليل على عناصر الخير في النفس البشرية، فإن الصحابة لما تعجبوا من غيرة سعد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

فالغيرة ميزة كبيرة في الرجل؛ لأن الغيرة هي أن يكره الإنسان أن يُزاحم في خصوصياته، وأخص خصوصيات الرجل هي زوجته، وأخص خصوصيات الزوجة هو الزوج، ولذلك نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن تتفهمي وضع هذا الرجل، وإذا كانت المرأة عندها رجل غيور، فإنها ينبغي أن تتفادى كل ما يمكن أن يُثير غيرته، وتجتهد في أن تكون حذرة من هذه الأشياء، فهي لا تخرج إلا بإذنه -والشريعة تعطيه هذا الحق- وتتعامل معه كما تعاملت أسماء التي لما شعرت أن الزبير شديد الغيرة، رفضت أن تركب ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم– قالت: (تذكرتُ الزبير وغيرته) عليها من الله الرضوان، وهي نموذج للمرأة التي تزوجت من رجل غيّور، وكيف أنها صبرت على غيرته، وفهمت أن هذه الغيرة هي مصدر رجولة، ومصدر كمالات، ومَن من الرجال مثل الزبير -رضي الله عنه وأرضاه– الذي كان قمة في أشياء كثيرة، فهو حواري النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فمن هنا نحن ندعوك إلى التمسك بهذا الشاب الذي اختارك من دون النساء، والحرص على أن تعيشي معه كما يريد طالما هو لا يأمر إلا بخير، وفعلاً المرأة مكانها البيت، وهي صاحبة مملكة، وهذا البيت منه يخرج الرجال القادة الصالحين والنساء الصالحات، والمرأة في بيتها تؤدي رسالة كبيرة ورسالة عظيمة، وستسعد أي امرأة تمكث في بيتها وتلتفت فقط إلى زوجها، والخروج الذي ليس للضرورة وليس له أسباب شرعية، ليس فيه مصلحة للمرأة.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونعتقد أن هذا الكلام في البداية، ولكن أثبتي له أنك عند حسن ظنه، فإذا وجد عندك الدين، ووجد عندك الخلق، ووجد عندك الحشمة، فلن يكون عنده بعد ذلك مانع في أن يوسّع عليك بعض الشيء في الأمور التي تحتاجين أن تخرجي فيها، فلا نرى هذا سببًا للرفض، لأن الشاب المتدين عملة نادرة جدًّا.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، فهو ولي ذلك والقادر عليه

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً