الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ سنتين من الرهاب الاجتماعي، ماذا تنصحني أن أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

منذ سنتين بدأت أشعر بتوتر عندما أتحدث إلى أحد سواء من العائلة أو من خارجها، طبعاً هذا يسبب لي إحراجا كبيرا، والأعراض هي: زيادة سريعة في ضربات القلب، وتعرق شديد، واهتزاز في الرأس، وعدم التركيز في الكلام، ولذلك اعتزلت الناس جميعاً حتى أصحابي، وأخذت إجازة من العمل لأنه يوجد رجال فيه، وعندما أتحدث أمامهم بهذه الطريقة أحرج تماماً مع أن هذه الحالة تأتيني عندما أحرج سواء أمام رجال أم سيدات، ونحن في مكتب يضم عدداً من الرجال والنساء، ولم أخرج مع أولادي لمقابلة أحد خوفاً من هذه الأعراض، وعندما أهدأ بعد التعرض لها أشعر بأن رأسي يؤلمني من الخلف.

ماذا تنصحني أن أفعل؟ أنا تعبت جداً لأني لم أكن هكذا، ولا أعرف كيف أتحدث مع أحد، وهل لي علاج آمن دون أضرار جانبية؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الذي يظهر لي أنه لديك ما يمكن أن نسميه بالرهاب الاجتماعي البسيط، المرتبط بمكان معين –وفي هذه الحالة هو مكان العمل–، وربما يكون أيضًا لهذه المخاوف امتدادات خارج نطاق العمل.

الخوف له أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية، مثل: تسارع ضربات القلب والشعور بالتلعثم واهتزاز الرأس، هو نوع من الرجفة النفسية.

أنا أؤكد لك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن الأعراض التي تحسين بها هي أعراض خاصة بك أنت، يعني أنها غير مكشوفة للآخرين، ولا أحد يطلع عليها أبدًا، وحتى استشعارك أنت لهذه الأعراض هي مبالغة، يعني أنك تشعرين بها بصفة وصورة مغلظة ومجسمة، فهي أقل كثيرًا مما تحسين به.

بالنسبة لمكان العمل، -إن شاء الله تعالى- أنت على إدراك وإلمام تام بضوابط العمل، وبالنسبة للتعامل مع الرجال أنت مؤهلة وتتعاملين معهم حسب ما يقتضيه الشرع، وانقلي الأمور بصورة إيجابية، ووزعي وقتك بصورة صحيحة، فأنا أعرف أن الأم التي تعمل كثيرًا تصاب بالإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، وهذا يجعل الاكتئاب يصل إلى نفسها، ونعرف –أيتها الفاضلة الكريمة– أن في عمر خمسة وثلاثين حوالي 10-15%من النساء قد يُصبن بشيء من عسر المزاج، وهو درجة من درجات الاكتئاب، لا أقول لك أنك مكتئبة، لأني أرى حالتك أبسط من ذلك بكثير، فهي قلق المخاوف، ومخاوفك هي نوع من النوع الاجتماعي وليس أكثر من ذلك.

أرجو أن تتكرمي وتذهبي إلى طبيب نفسي وتقابليه لمرة واحدة، لأنك بالفعل في حاجة لعلاج دوائي، والأدوية النفسية الممتازة والسليمة متوفرة الآن -والحمد لله تعالى-، مثلاً عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين)، أو عقار (لسترال) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين)، أيُّهما سوف يكون دواءً مناسبًا وممتازًا بالنسبة لك.

يفضل أيضًا أن تُجري فحوصات طبية عامة، هذا مهم، يجب أن تتأكدي من مستوى الدم، وتتأكدي من مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، وفحص الهرمونات وعلى وجه الخصوص مستوى هرمونات الغدة الدرقية، هذه الفحوصات أساسية وضرورية ليطمئن الإنسان على صحته.

أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لديك -والحمد لله- تعالى البيت والزوج والذرية، ولا شك أنك مؤهلة ومقتدرة، فيجب أن تتأملي وتتدبري في هذه الإيجابيات، لأنها أفضل وسيلة للتخلص من السلبيات، وعليك بالدعاء، فالدعاء فيه خير كثير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً