الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبرز ثقتك بنفسك لتتخطى مشكلتك

السؤال

السلام عليكم.

في البداية أشكرك دكتور محمد عبد العليم على جهودك، ووالله إني أحبك في الله؛ لأنك تحب مساعدة الناس.

مشكلتي هي أني أعاني من فقدان الثقة بالنفس، وأرى نفسي بشكل قبيح، بالرغم من أن الناس يقولون أني وسيم، هذه المشكلة جعلتني لا أستطيع الوقوف أمام الكاميرا ولا أقابل الناس، حيث أول شيء يخطر في بالي هو أنهم سينتقدون شكلي، الفكرة السلبية هذه تطاردني ليل نهار، فهل هو وسواس أم أنها أوهام؟

أيضا أعاني من اكتئاب شديد، وحركات غير إرادية في الوجه، ذهبت إلى طبيبة نفسية ووصفت لي لوسترال وهالدول، الجرعة المستخدمة لوسترال هي 150 ملجرام، أما هلدول 1 ملجرام، ثلاث مرات في اليوم، يعني مجموع الهالدول 3 ملجرام في اليوم، وأنفرانيل 150 ملجرام، الأنفرانيل سبب لي إمساكا شديدا فتركته، فهل يوجد بديل لأنفرانيل أضيفه مع هذه الأدوية؟ مع العلم أن فترة استخدامي لها تقريبا شهر كامل، ولم أجد تحسنا حتى الآن، فمتى تظهر النتيجة؟ وهل مشكلة أني أرى نفسي بشكل قبيح ستزول وأستطيع الوقوف أمام الكاميرات؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

(توريت) متلازمة في الطب النفسي، تعتبر من الحالات غير المنتشرة ولكنها مهمة؛ لأنها تسبب لصاحبها الكثير من القلق، وهذه المتلازمة من الناحية النفسية تأتي تحت متلازمة التجسيد، ونعني بها أن الإنسان يكون له اهتمام بشكله وجسده أكثر مما يجب، وهنالك شق في هذه المتلازمة يعرف بالتقبح، أي أن الأنسان يرى نفسه قبيحا أكثر مما هو في الواقع، وهذه الحالة مزعجة، وتكون مرتبطة بالوسوسة والاكتئاب النفسي الثانوي.

العلاج يتمثل في العلاجات الدوائية، وعقار فافرين لا بأس به، ولكن العقار الذي تم دراسته بصورة أشمل وأوسع هو عقار بروزاك، ويعرف باسم فلوكستين، ويضاف إليه جرعة صغيرة من عقار رزبريادون وجرعة الفلوكستين يجب أن تصل إلى 40 وإلى 60 مليجرام في اليوم.

أما رزبريادون فجرعته هي 1 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 2 مليجرام ويتم تناوله ليلا لمدة 3 أشهر، ثم تخفض إلى إلى 1 مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.؟

أما إن كنت تريد استبدال الفافرين بالبروزاك فالاستبدال سهل جدا، أنقص 50 مليجرام من الفلوكستين أسبوعيا، وبعد أن تنتهي من جرعة الفافرين يمكنك أن تبدأ بتناول البروزاك بجرعة 20 مليجرام لمدة أسبوع، ثم اجعلها 40 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها 60 مليجرام يوميا، أي 3 كبسولات لمدة 6 أشهر على الأقل، بعد ذلك ادخل في دائرة كبسولتين لمدة 6 أشهر، ثم كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر أخرى.

ما أقوله لك أيها الفاضل الكريم هو مجرد اقتراحات، وحقيقة أنت ما زلت تحتاج للذهاب للطبيب النفسي، فهذا أمر جيد، وقطعا مقابلة الطبيب أفيد كثيرا مما نقوله لك، نحن لا نتواضع، لكن الطبيب حين يقابل المريض ويحاوره ويتفهم مشكلته بصورة أفضل لا شك في ذلك، فليس هنالك ما يمنع أن تقابل الطبيبة مرة أخرى، وتوضح لها أنك لن تستفيد من عقار فافرين، أو تفرانيل، فهل من بديل؟ هل البروزاك هو الدواء الأفضل والأنفع؟ وأعتقد أن الطبيبة سوف توافق على ذلك.

بالنسبة للحركات اللا إرادية فهنالك ثمة أسباب لها، قد تكون من القلق، وقد تكون مجرد حركات حميدة، وهذه نشاهدها عند بعض الأسر، وقد تكون من متلازمة توريت، وهي معروفة عند الأطباء، فأعتقد أنه من الأفضل أن تسأل الطبيبة عند طبيعية هذه الحركات اللا إرادية، وهذه الحركات التي تظهر ولا يكون منشأها القلق تعالج من خلال عقار رزبريادون لكن رزبريادون دواء جيد، وهناك دواء يسمى تجاريا Orap ، والاسم العلمي له بيموزايد Pimozide، والعلاجات الدوائية كثيرة ومتسعة، وهذا يكون مبشرا لك، فأرجو أن تذهب للطبيبة وتنسق معها طرق وآليات علاجية جديدة، وسيكون فيها الفائدة الكبيرة بمشيئة الله تعالى.

أنت استعملت الدواء لمدة شهر، وهذه لا تعتبر مدة كافية للحكم على الدواء، فالأدوية تتطلب لإكمال البناء الكيميائي مدة أطول، فلا تيأس، وربما تكون الآن في وضع أن تستمر على الفافرين لمدة أطول كشهرين أو ثلاثة، بعد ذلك يمكنك أن تحكم عليه بالفشل أو النجاح.

أريدك أن تكون مطمئنا ومتفائلا وفاعلا، ويجب تجاهل اهتمامك بمظهرك تماما، والإنسان مطالب أن يكون مرتبا ونظيفا ويعرف أنه خلق في أحسن تقويم، وأدرك أن الإنسان لا يحكم عليه من خلال شكله، والذين يحكمون على الناس من خلال أشكالهم أحكامهم خاطئة وساقطة، ولا يجب الاهتمام بها، فالخلق وطريقة التعامل وأن يكون الإنسان نافعا لنفسه ولغيره هذه الأسس التي يحكم الناس من خلالها على بعضهم البعض.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً