الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أميز بين الفكرة الوسواسية وغلبة الظن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من كثرة النسيان؛ بسبب نقص الفيتامينات، كما أعاني من الوسواس القهري، فأريد أن أعرف كيف تكون الفكرة الوسواسية؟ وما هي صفاتها التي إذا وُجِدت صفة واحدة منها في الفكرة علمتُ بأنها فكرة وسواسية؟ وكيف أميز بينها وبين غلبة الظن؟ لأنني أحياناً تكون لدي غلبة ظن، ولكن أشعر أنها ليست كذلك، وأن الوسواس يصور لي أنها غلبة ظن؛ لأني صرت أعمل بغلبة الظن، فشعرت وكأن الوسواس يثبت بها إن لم يزدد بسبب العمل بغلبة الظن، فهل الوسواس قد يصور الوسوسة على أنها غلبة ظن؟ وهل يعمل الموسوس بغلبة الظن أم لا؟ لأنني أحياناً أجدكم تقولون في هذا الموقع لا يعمل بها، وأحياناً أجدكم تقولون يعمل بها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العبد الفقير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ذكرت في رسالتك أنك تعاني من كثرة النسيان بسبب نقص فيتامينات، وأنك تعاني من الوسواس القهري، ثم دلفت في رسالتك إلى ما يوصف بغلبة الظنّ، وذكرت أنك أحيانًا تكون لديك غلبة ظنّ ولكن تشعر أنها ليست غلبة ظنّ، وأن الوسواس يصوِّر لك أنها غلبة ظنّ.

عمومًا: غلبة الظنّ يبدو من خلال حديثك أن هناك نوعًا من الخلط بينها وبين الأفكار الوسواسية:

أمَّا الأفكار الوسواسية فهي أفكار تأتي بشكل متكرر، ويظل الإنسان يحاول أن يُبعدها ولكنه لا يستطيع إبعادها، بحيث تبقى الفكرة موجودة لديه ويعاني من مسألة محاولة إبعادها، ولكنها تظل موجودة، وبالتالي تتكرر بشكل مزعج حتى تُسبِّب له درجة من الضيق أو القلق.

أمَّا الفكرة إذا حدثت وكان هناك فكرتان أو ظنان، وغلب أحدهما على الآخر، فهذه ليست وسوسة، هذا يحدث في كل الأمور حتى في اتخاذ القرارات، حيث يفكر الإنسان في القرار وفي مآلاته، وبالتالي يرجح فكرة على فكرة أخرى، وهذا هو غلبة الظنّ.

أمَّا فيما يتعلق بمسائل العبادات؛ فإني أترك هذا الأمر للعلماء في الموقع؛ لذا يمكنك مراسلتهم عبر صفحة الفتوى؛ حتى يتم الإجابة عليك من الناحية الشرعية.

أمَّا الموضوع الخاص بالوسوسة أو الوسواس القهري، فكما ذكرنا في البداية: الوسواس قد يكون من خلال أفكار، أو من خلال أفعال، أو من خلال سلوكيات معينة، وفي كل الأحوال، كما أوضحنا في التعريف، فإن الوسواس أو الوسوسة الإجبارية والقهرية يحاول الإنسان بتفكيره أو بعقله أن يُبعدها، أو يتحكم فيها، ولكنها تظل تأتي بشكل أو بآخر متكرر، حتى تسبب الألم أو الضيق أو القلق، أو يكون لها مردود على حياة الإنسان.

مثلًا: إذا وسوس الإنسان في موضوع الوضوء، فإنه أحيانًا يظل يشك، ويغلب عليه الشك إلى درجة أنه لا يستطيع أن يستعد للصلاة، فكلما توضأ أو قام إلى الوضوء شعر بأنه لا يزال متسخًا، أو أن هناك شيئًا لم يكمله، فيضطر إلى أن يرجع مرة أخرى للوضوء، وهذا التكرار يُعتبر نوعًا من الوسوسة، وهذا السلوك يُعتبر سلوكًا وسواسيًا قهريًا، وبالتالي إذا وصل الأمر إلى هذه الدرجة فإنه يحتاج الإنسان إلى التعامل معها تعاملًا علاجيًا.

وهناك الكثير من الطرق التي يمكن بواسطتها التخلص من الوسواس، سواء كان على مستوى الأفكار، أو على مستوى السلوكيات، أو الأفعال، أو الترددات الفعلية، وإذا كان هناك ما يزعجك فعلًا من ناحية الوسواس القهري، فحتى لا يكون هناك تسمية نهائية لهذا الوسواس قبل أن تتم عملية تقييم دقيق، فأنصحك بمحاولة مقابلة أحد الأطباء الذين يستطيعون أن يقيموا ما يدور في ذهنك من أفكار، وهل هي أفكار وسواسية، أم هي أفكار عادية يمكن التغلب عليها من غير تدخلات علاجية أو خلافه.

أرجو أن يكون في ذلك الفائدة، وكما ذكرت: إذا كان هناك ما يُضايقك من ناحية غلبة الظنّ في الأمور الدينية، فإنك تحتاج في هذا الأمر إلى إجابة شرعية من مركز الفتوى في الموقع، ويمكنك مراسلة مركز الفتوى والاستفسار منهم وذلك على الرابط التالي: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/index.php

جزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً