الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة في الكلام في الدراسة بخلاف الوضع الطبيعي مع الأهل والأصدقاء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة في إسلام ويب تقبل الله طاعتكم، وأحسن إليكم وجزاكم عنا خير الجزاء.

أريد طرح استشارتي، وأرجو أن أجد ضالتي عندكم.

منذ بداية المراهقة؛ أي عندما أصبحت في المتوسط، أصبحت أعاني من مشاكل تعيقني في حياتي، تتمثل في وجود صعوبة في الكلام، وسأشرح لكم ببعض التفصيل:

كنت عندما يطلب مني الأستاذ في المدرسة قراءة نص معين في الكتاب، تجدني أقف على أول الكلمة، ومن ثم أنطقها بصعوبة، وتحدث عندي بعض التقطعات في قراءتي للنص حتى أكمله بشق النفس, إضافة إلى تسارع في القلب، وشعور بارتفاع درجة حرارة وجهي، وشعور عام بالإرهاق.

صراحة لم أكن أعر ذلك اهتماما، ولم أكن أراقب نفسي، أو حتى لم أكن أعلم أنني أعاني من مشكلة؛ إلا أن وصلت إلى الثانوية، هنا بدأت أعاني حيث إنني كنت من الطلبة الأوائل في المدرسة، ومع ذلك كنت أبتعد عن التفاعل الطبيعي في الصف، وكنت قدر الإمكان أبتعد عن الإجابة، ولكن الغريب أنه مر علي سنة وأنا متأكد بأنني لم أعاني فيها من هذه المشاكل، بل على العكس كنت أتكلم بكل أريحية وهذا قبل الثانوية بعام.

على كل حال أنا الآن في الجامعة، وتجدني في المحاضرات أحاول الجلوس والاختباء لكي لا أسأل، ولا أستطيع الإجابة، علما بأنني في نفسي أعلم الجواب.

أخشى من استمرار هذه المشكلة معي، علما بأني في الظروف الطبيعية أي عندما أكون مع أصدقائي أو أهلي غالبا ما أتكلم بكل أريحية، وعلاقتي الاجتماعية ممتازة.

ولكن عند التكلم مع مسؤول معين، أو بعض الأشخاص أعاني من المشاكل السابقة الذكر.

قرأت في صفحات الإنترنت عن الرهاب الاجتماعي، ولكن لا أدري هل هو ما يحدث معي الآن أم لا؟

لقد حاولت بقدر الإمكان أن أطرح مشكلتي بشكل دقيق، وآسف على إطالتي، ولكن حتى تتضح جوانب المشكلة.

هل هذه المشكلة نفسية أو عضوية؟ هل هناك فحوصات معينة يجب أن أجريها؟

أريد أن أسألكم عن دواء علاجي فعال لما يحدث معي؟ فقد قرأت عن دواء اسمه: seroxat وعن zolfot ولكنني محتار أيهما يمثل الحل الأفضل لحالتي؟

أرجو الإفادة، وفي ميزان حسناتكم إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا أنت لديك شيء بسيط من قلق المخاوف، وهذا هو الذي جعلك تستصعب موضوع المواجهات وعدم طلاقة الحديث، والتوقف عند كلمة يصعب عليك إخراجها أو نطقها، وهذا يسبب لك المزيد من القلق والخوف، أعتقد أن لديك درجة بسيطة من التأتأة، وهذه ولَّدت لديك قلق المخاوف، وبما أن قلق المخاوف في مثل حالتك قد يتطور إلى نوع من الرهاب الاجتماعي لكنه من الدرجة البسيطة، أعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

أيها الفاضل الكريم: كل المطلوب منك هو ألا تراقب نفسك كثيرًا حين تتحدث إلى الناس.

ثانيًا: غيّر مفهومك عن الناس، يجب ألا تكون هنالك رهبة عند المقابلات، الناس هم الناس، البشر هم البشر، لا أحد أفضل من أحد إلا بعمله ومخافته لله تعالى، وهذا يقودنا إلى أن علاقتنا مع الناس يجب أن تقوم على التأدب والاحترام، وليس الرهبة والخوف منهم.

نقطة أخرى مهمة جدًّا هي: أن تكثر من المواجهات الاجتماعية، وأن تطور من مهاراتك الاجتماعية، مهارة السلام على الناس، أن تكون أنت البادئ بالسلام، أن ترد التحية بأحسن منها، أن تتبسم في وجوه إخوانك، أن تكون دائمًا في الصفوف الأولى على مستوى صلاة الجماعة، على مستوى المناسبات، على مستوى اللقاءات الاجتماعية (وهكذا) هذه علاجات ضرورية وأساسية جدًّا.

يجب أيضًا: أن تكون لك مشاركات اجتماعية ذات طابع جمعي، وأقصد بذلك مثلاً: الرياضة الجماعية، هذه تعرضك للتعرض الاجتماعي الجمعي المريح جدًّا، وإن شاء الله تعالى سوف يعود عليك هذا الأمر بقيمة علاجية كبيرة.

حضور المحاضرات، الندوات، المشاركة فيها، حضور حلقات التلاوة، هذه أيضًا قيمة علاجية عظيمة جدًّا.

مشاركة الأسرة في أنشطتها، الانضمام لأي عمل خيري أو دعوي أو ثقافي أو معرفي، هذا أيضًا يضيف لك إضافات كبيرة جدًّا.

وأود -أيها الفاضل الكريم- أن أنبهك إلى شيء مهم وهو: أن تتعلم مخارج الحروف ومداخلها على يد أحد المشايخ فيما يخص تجويد القرآن، هذا قطعًا يؤدي إلى طلاقة كبيرة في اللسان، والإنسان يجب أن يتعلم أن يربط ما بين التنفس والنطق، هذا أيضًا يمكن التدرب عليه من خلال التدرب على تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة بسيطة جدًّا وواضحة حول كيفية إجراء هذه التمارين، ورقمها (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا بأس أبدًا أن تتناول أحد الدوائين (الزيروكسات) أو (الزولفت) بشرط ألا يكون عمرك أقل من عشرين عامًا، جرعة الزيروكسات التي تحتاج لها جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) تتناولها يوميًا بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وإذا كان اختيارك هو الزولفت –والذي يسمى سيرترالين– طبق نفس الطريقة التي ذكرتها لك في كيفية تناول الزيروكسات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ميلود حميد

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً