السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكركم على ما تقومون به من جهد جبار لأجل راحة المرضى، ويعلم الله أنكم سوف تؤجرون عليه بإذنه.
اسمي محمد، وعمري 26 سنة.
مشكلتي الفعلية: بدأت معي قبل شهرين، ولكن أريد أن أفصل لكم الحالة لكي تعرفوها جيداً.
في البداية: أنا إنسان كثير القلق، ومتشائم جداً، تخرجت من الجامعة -ولله الحمد- قبل 6 أشهر، وجلست عاطلا والفراغ يلعب بوقتي كثيراً، وقبل شهرين ذهبت لأحد الأصدقاء الذين يعملون في المستشفى لزيارته في مكتبه، فجلست عنده، فمزح معي قائلاً إننا احتجزنا طاقماً طبياً كاملاً لاشتباهنا بأنهم مصابون بفيروس كورونا -أعاذنا الله وإياكم والقارئين منه- فضحكنا قليلاً ثم خرجت، ذهبت إلى البيت ونمت، ثم استيقظت وإذا بي أشعر بحرارة في جسمي فزاد توتري، فجاء في خاطري هذا الفيروس فضاق صدري، مر يوم وأنا أفكر بهذا الفيروس، جاء اليوم التالي وذهبت الحرارة -الحمد لله- فارتحت قليلاً، ولكن لا زال في بالي هذا الفيروس ويشغل بالي، أنا طبيعي وليس بي أي أعراض، ولكن الوسواس لعب بي.
مر أسبوع على هذه الحادثة، استلقيت أريد أن أنام فإذا بي أتعب وأحس بكتمة في صدري، وأنني عاجز عن التنفس، وبدأ جسمي يتعرق، وبدأ قلبي بالخفقان حتى ظننت أن هذا هو الموت، قمت من مكاني واستعذت بالله تعالى من الشيطان وأنا خائف جداً، ذهبت إلى المستوصف وأخذت أوكسجين، ولكن لم تذهب الأعراض التي بي؛ فذهبت إلى المستشفى ودخلت على الطبيب فكشف علي، وقال: أنت سليم 100٪ ولله الحمد؛ فخرجت وأنا مطمئن، وعدت طبيعيا.
لكن في ليلة رمضان وأنا أصلي التراويح جاءني شعور مرعب جداً، بدأ قلبي بالخفقان، وبدأ جسمي يرتعش، وبدأت أحس بكتمة، وأن روحي ستخرج؛ خفت وكدت أقطع صلاتي، ولكن لله الحمد أمسكت نفسي وأكملت صلاتي، وخرجت وأنا خائف جداً، وبدأت أفكر بالموت، وأنني سوف أموت بسكتة قلبية، حتى بدأت وأنا أمشي أتخيل أن قلبي سيقف، وأنني سأسقط على الأرض، وبدأ قلبي بالخفقان، فأتاني هم لا يعلم به إلا الله، جلست على هذه الحالة لمدة 5 أيام.
ذهبت إلى المستوصف وعملت تحاليل، وكشفا كاملا، وحينما دخلت على الدكتور ضحك، وقال لي: لا يوجد بك شيء، ولكن الذي بك قلق نفسي.
خرجت وأنا مرتاح قليلاً؛ فقال لي أخي -وهو أخصائي مسعف-: عليك أن تستعمل دواء اسمه (لوسترال) تأخذ منه حبة في اليوم، -وإن شاء الله- سوف تشفى، وبدأت بالعلاج وذهبت نوبات الهلع التي تأتيني -والحمد لله- ولكن عجزت عن التخلص من الخوف من الفكرة.
إذا جلست مع عائلتي أو جلست مع أصدقائي تأتيني فكرة الموت، وأنني سوف أموت الآن، ويضيق صدري واكتئاب، وأحاول أن أقاومها، وأقنع نفسي أن هذا من الشيطان، وأنه يفعل هكذا ليضيق صدري.
يا دكتور: أنا أعلم أن الذي بي هو وسواس الموت من كثرة ما قرأت عنه، ولكن -يا دكتور- أنا أريد أن أتخلص من الفكرة، أريد أن أكون طبيعيا، أضحك وألعب وأستمتع.
شاكراً لك يا دكتور، وأتمنى أنني فصلت لك حالتي، وأعتذر عن الإطالة، وأرجو من العزيز الجبار أن يغفر لي ولكم، ويطيل أعمارنا في طاعته، ويجعلنا ممن خدموا الإسلام والمسلمين.