الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من اكتئاب حاد منعني التمتع بالحياة، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أدري كيف أشكركم على موقعكم الناجح ومساعدة المجتمع، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، متزوج، منذ زمن أعاني من اكتئاب حاد أفقدني التمتع بلذة الحياة، تعاملي مع الناس بدأ رسمياً بحتاً، ولا أتقبل كلمات جارحة من أحد، وإن حصل فإنها تبدأ تدور في مخيلتي، مما يؤثر على علاقتي بأهلي، واضطرابات في نومي.

أعاني أيضا من كسل وخمول، ولا أريد أحيانا الكلام مع أحد، مما سبب لي نفوراً من زملائي في العمل، وفي التجمعات العائلية تخنقني الكلمات عند مجادلة أحد لا أستطيع دمج الكلمات مع بعضها للرد عليه، متقلب المزاج، أميل في أحيان كثيرة إلى العزلة، والتفكير لدي سلبي دائما في الأشياء المستقبلية.

أعاني من ضيقة في الصدر في أغلب الأحيان، لا أريد أن أطيل عليكم، ولكن إن شاء الله الصورة قد وضحت لكم، أعيش في منطقة لا يوجد بها عيادات نفسية خاصة، ويصعب علي مراجعة الصحة النفسية بسبب بعض الظروف، ومنذ 9 أشهر أصررت على العلاج الدوائي، ومن خلال القراءة في موقعكم الناجح اخترت البروزاك كالآتي:

حبة لمدة عشرين يوماً، ثم حبتين لمدة أسبوعين ثم ثلاثاً لمدة عشرين يوماً، بدون أي نتائج تظهر، وانتقلت بعدها إلى السبرالكس، حبة لأسبوعين ثم حبتين لأسبوعين، ولكن لا فائدة!

قرأت عن السيروكسات، وإلى ثلاث حبات بالتدرج بدون فوائد، وانتقلت إلى اللسترال، وبالتدرج إلى ثلاث حبات، وللفائدة جربت الفافرين إلى ثلاث حبات بالتدرج، وقرابة الشهر ولا نتائج!

حاليا أستخدم التجاري من الافيكسور، وفي اليوم العشرين ليس هناك فوائد تذكر إلا تأخير سرعة القذف، مما أفادني في المعاشرة الجنسية.

ممكن أنني أخطأت في عدم الاستشارة، وكثرت الأدوية، ولكن أود أن أبلغكم بأن جميع الأدوية استخدمتها بالتدرج، ولمدة لا تقل عن الشهر إلى الشهر والنصف، مع إضافة الفلونكسول مع معظم الأدوية، ويمكن في هذه الفترة أن تظهر ولو 50 % من التحسن حتى أستمر عليها.

علماً أني ذهبت إلى المستشفى لعمل تحليل دم، وأريد أن أعمل تحليلاً للغدة الدرقية، ولكن هل تكون الغدة هي سبب عدم الشفاء؟

أود أن أنوه بأن أمي وجميع إخوتها مصابون بالاكتئاب، فهل ممكن أن يكون مرضا وراثيا؟ أرجو النصيحة، لأني يئست من العلاج، مع ثقتي بالله، وإذا كان هناك علاج دوائي أرجو أن يكون متوفراً في الصيدليات في المملكة، وكيفية الاستخدام؟ لأطبقها بالحرف.

أرجو المساعدة بعد الله، لأني في أشد الحاجة إلى المساعدة، لأن أكون عضوا فعالا في مجتمعي، ولكم مني الدعاء في ظهر الغيب.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع.

أعراض الإنهاك الجسدي والنفسي قطعًا نشاهدها في الاكتئاب النفسي، وموضوع الكسل والخمول وعدم انشراح الخاطر والميل للانعزال، وافتقاد الفعالية والتصور التشاؤمي: هذا هو الاكتئاب، ولا شك في ذلك، والضيق في الصدر وعدم تحمل أي نوع من الكلام - الجارح مثلاً – هذا أيضًا يدل على ضيق النفس، وشعور بعدم الارتياح.

الاكتئاب قطعًا يعالج على أسس بيولوجية وسلوكية واجتماعية، وأنت ذكرت أنه لديك تاريخ أسري قوي، وهذا أمر لا بد أن نأخذه في الاعتبار.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أرجو أن تعرف وبصورة سرية، وخاصة نوعية الأدوية التي تناولتها والدتك، أو إحدى أخواتك، وإن كانت قد استفادت من هذا الدواء قطعًا هذا الدواء سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك؛ لأن التلاقي الجيني والوراثي مؤكد في مثل هذه الحالات، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: لا بد أن تغير نفسك معرفيًا وفكريًا، أنت شاب، الحمد لله لديك الكثير من الطاقات النفسية والجسدية المختبئة، والتي يمكن أن تستفيد منها، لديك استقرار أسري، ومن خلال ذلك يجب أن يكون منهجك في الحياة هو المنهج الإيجابي وليس المنهج السلبي.

تجارب كثيرة جدًّا أشارت أن الرياضة مهمة جدًّا لعلاج هذا النوع من الاكتئاب، هذا الاكتئاب الإحباطي التكاسلي يستفيد صاحبه كثيرًا إذا ألزم نفسه ببرنامج رياضي محدد.

قد تجد صعوبات كبيرة في البدايات، وذلك نسبة لافتقاد الدافعية، لكن قطعًا إذا جاهدت واجتهدت واستمررت على الرياضة سوف تجد - إن شاء الله تعالى – فيها الخير الكثير.

أيضًا يجب أن تكون حريصًا على إدارة وقتك بصورة صحيحة - هذا مهم – والتواصل الاجتماعي مهم جدًّا بالنسبة لك من أجل التفريغ النفسي، والإكثار من الاطلاع والمعارف، ومجالسة الصالحين والطيبين من الناس لا شك أنه يفرج الهموم، والدعاء والأذكار والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، هذه محفزات ومدعمات عظيمة جدًّا، وقطعًا أنت على إدراك ودراية بذلك.

الفحوصات الطبية مهمة جدًّا، هنالك بعض الحالات التي قد يكون السبب العضوي وراء حالة الاكتئاب، مثلاً – كما ذكرتَ وتفضلت – عجز الغدة الدرقية، نقص فيتامين (د)، نقص فيتامين (ب12) وحتى فقر الدم كثيرًا ما يؤدي إلى الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان.

أيها الفاضل الكريم: عقار (إفكسر) والذي يعرف علميًا باسم (فلافاكسين) من الأدوية الممتازة، من الأدوية الفاعلة جدًّا، والذي أراه مناسبًا جدًّا لك، وعليك أن تصبر عليه، لأن فعالية هذه الأدوية في بعض الأحيان تتطلب ستة أشهر على الأقل، أضف إلى ذلك: لا بد من التطبيقات السلوكية الأخرى؛ لأن العلاج الدوائي لا بد أن يدعم بالعلاج السلوكي وتغيير نمط الحياة.

الإفكسر بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم أعتقد أنه سيكون كافيًا جدًّا، وربما يكون أيضًا من الجيد أن تدعم الإفكسر بجرعة صغيرة من (السوركويل) والذي يعرف باسم (كواتبين) حيث أن هذا الدواء دواء جيد، ولطيف حين يُعطى بجرعة صغيرة – خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً – يُدعم فعالية الإفكسر، وفي ذات الوقت هو نفسه له خصائص ممتازة في تثبيت المزاج.

هذا هو الذي أنصحك به، وكما ذكرت لك إذا كان أحد أفراد أسرتك قد استجاب لأي مضادات للاكتئاب، هذا الدواء سوف يكون هو الأفضل بالنسبة لك.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا عبدالله....

    انصح اخي الكريم بدوا
    تربتيزول.وهو متوفربالصيدليات الحكومية
    النفسية.والصيدليات الكبرا.
    فهوامفيدباءذن اللة.خاصة
    الخمول والكسل.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً