الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصل لي حادثان خلال فترة بسيطة فتشائم خالي.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل فترة عملت حادثا، وأمس عملنا حادثا آخر، لكن لم أكن السائق بالأمس، ما لفت انتباهي قليلا يقول لي خالي: الله يستر من الثالثة، كلها عدت على خير، لكن الثالثة الله يستر.

أنا لا أؤمن بهذا الكلام، أنا أؤمن فقط بأن الله قادر على كل شيء، وأن الله يلطف بعباده.

أريد رأيكم في الموضوع، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونحب أن نؤكد لك أن كلام هذا الأخ ليس له أساس من الصحة، وأن العبرة ليس بالثالثة ولا بالرابعة ولا بالأولى، والآجال بيد الله تبارك وتعالى، والإنسان عليه أن ينتبه ويتخذ أسباب السلامة، ويتوكل على الله تبارك وتعالى، وبعد ذلك إذا حدث شيء، فإنه لا يمنع حذر من قدر، لكن الإنسان يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

لذلك نحن نتمنى ألا تقفوا طويلاً أمام مثل هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة من الناحية الشرعية، ولكن الانتباه مطلوب سواء كان في المرة الأولى أو الثانية أو الخامسة أو السابعة، وهناك من أصيب بحادث مرات عديدة وسلّمه الله تبارك وتعالى، وخالد بن الوليد دخل مئات المعارك ومات على فراشه، هذه أمور يقدرها الله تبارك وتعالى ليس فيها عدد محدد ولا مكان محدد {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} ، {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت}.

هذه أمور من علم الغيب، لا يستطيع إنسان أن يقول الثالثة مشكلة، الرابعة كذا، إلى غير ذلك من الكلام الذي يقع على ألسنة الناس، ولكن كل ما يحصل للإنسان حتى الشوكة يُشاكها ينبغي أن ينتبه لنفسه ويستغفر؛ لأن هذا قد يكون دليلاً على ذنوب (ما من مصيبة يُصاب بها المسلم شوكة فما فوقها إلا بذنب أصابه)، وقد يكون ليس له ذنب، ولكن لرفعة الدرجات، واختبارًا لصبره ورضائه بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره.

نسأل الله أن يحفظكم وأن يسددكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونحب أن نؤكد أنه لا يجوز للإنسان حتى من الناحية الشرعية أن يتجاوز السرعة القانونية، وأن يخاطر بنفسه وبنفوس الآخرين، فقيادة السيارة مسؤولية، والإنسان عليه أن يلتزم بآداب القيادة وقوانينها، كما أفتى بذلك العلماء، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً