الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أحسن علاج للتخلص من الرهاب؟

السؤال

السلام عليكم

أخي الطبيب محمد عبد العليم: المحترم, جزاكم الله خيرا.

أصبت بالرهاب منذ 8 سنوات، وبعد استشارتكم ونصحكم باستعمال السيبراليكس 20 ملم، ومنذ 6 سنوات تحسنت حالتي، -ولله الحمد- ولكم الشكر الجزيل.

علما أني كلما حاولت تخفيض الجرعة تعود أعراض الرهاب, الآن أعاني في بعض الأحيان من ألم في إحدى جهتي الرأس لمدة وجيزة، وعند الضغط على معدتي يذهب الألم! وأحياناً أشعر بتشنج خلف الرأس، كذلك عدم انتظام في ضربات القلب لمدة وجيزة تقريباً، نحو 5 مرات في اليوم، تستمر لبضعة ثوان ثم ينتظم, وأشعر بغصة في حلقي، وتشنج في المعدة أو القولون, فهل للسيبراليكس دور في ذلك؟ وعندي تخوف من موضوع متلازمة السيروتونين سيما أن مدة علاجي طويلة (6 سنوات ) بجرعة 20 ملم، فهل هذه الأعراض يمكن أن تكون نتيجة زيادة السيروتونين؟

هل من طريقة لترك الدواء؟ وماذا يحدث لو توقف المريض عن تناول الدواء فجأة؟ هل من خطر في ذلك؟ وهل تناول الفلوتاب يحوي هيستامين يسبب النعاس؟ وسيتامول مع السيبراليكس له تأثير ضار؟

أرجو منكم توضيح هذه الاستفسارات، ولكم الشكر والتحية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك أن استعمال الدواء مهما طالت مدته، وما دامت الجرعة صحيحة، وجسم الإنسان صحيح، ومقدرة الكبد على استقلاب الدواء، وتمثيله أيضًا سليم، فلن يصيب الإنسان أي سوء -إن شاء الله تعالى- وجرعة السبرالكس -20مليجرام- وهي التي تتناولها منذ ستة سنوات ليست جرعة كبيرة، والمدة ليست طويلة.

ما ظهر لك من أعراض لا أراه ناتجًا من احتمالية وجود متلازمة السيروتونين، الأعراض في شكلها هي نفسوجسدية، وربما تكون تغيرات بسيطة، في مثل هذه الحالات أنصح بأن يراجع الإنسان طبيبه، ومن الضروري جدًّا أن يُجري الإنسان أيضًا الفحوصات الدورية، خاصة في مثل عمرك، الفحص الدوري كل ستة أشهر، وذلك للتأكد من نسبة الدم والسكر والدهنيات ووظائف الكبد ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12) ومستوى فيتامين (د).

هذه كلها قواعد طبية مهمة ورصينة، وهذه الأشياء أصبحت سهلة جدًّا في زماننا، كي تتأكد وتطمئن على صحتك أرجو أن تقوم بمقابلة الطبيب، حتى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني سوف يقوم بالواجب حيالك تمامًا.

لا بد أن تُدخل على نفسك بعض التغيير في نمط الحياة، الرتابة دائمًا مشكلة كبيرة، وأنا أرى أن ممارسة الرياضة أمر هام وضروري ومكمل للصحة النفسية حقيقة، بل الرياضة مقوية للنفوس قبل أن تقوي الأجساد، وفي مثل عمرك هنالك حاجة كبيرة لها، فأرجو أن تضيف هذه الإضافة إلى نمط حياتك.

بالنسبة للتوقف من الدواء: إن شاء الله لا توجد أي صعوبة، التوقفات المفاجئة من الدواء ليست ذات خطورة على الأعضاء الرئيسية في الجسم كالقلب مثلاً، لكن نسبة لهبوط البناء الكيميائي فجأة ربما تتأثر الموصلات العصبية، لذا قد يحس الإنسان بشيء من الدوخة، التعرق البسيط، القلق، لكن هذه الأعراض تمشي متناقصة وقد تستمر لأسبوع أو أسبوعين.

إذًا - أخي الكريم - الحكمة تقتضي أن يتناول الإنسان الدواء بالصورة الصحيحة، ويتوقف عنه تدريجيًا، تناول حبوب الفلوتاب مع السبرالكس: لا أجد أي تعارض، لكن ربما تزيد من النعاس قليلاً.

سؤالك: هل من طريقة لترك الدواء؟ نعم (أخي) هناك طريقة لترك الدواء، والإنسان حين يدعم نفسه سلوكيًا ومعنويًا ووجدانيًا ويزيد من مهاراته الحياتية، قطعًا حاجته للدواء سوف تكون أقل، وأعتقد من الأشياء المهمة - وهي عامل نفسي كبير - أن الإنسان حين ينوي التوقف عن الدواء يجب ألا يستصعب الأمور، ويجب ألا يضع في باله أبدًا أنه سوف يفتقد صديقًا عزيزًا، لا، يجب أن يحضر الإنسان نفسه لهذه الخطوة، هي خطوة بسيطة، لكن كثيرًا ما يُهيمن ما نسميه بالقلق التوقعي على الإنسان.

التدرج البطيء دائمًا أفضل، مثلاً جرعة السبرالكس هذه تُخفض إلى 15 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، تدرج بسيط ومتدرج جدًّا وبتأنٍّ، ولن تشعر أبدًا إن شاء الله تعالى بأنك قد افتقدتَ صديقًا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً