الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القلق والتفكير العميق يسببان ضعفا في مناعة الجسم؟

السؤال

السلام عليكم
بارك الله فيكم, وفي جهودكم.

سؤالي: عانيت الفترة الماضية من وسواس وتفكير عميق لمدة شهر, بسبب معاناتي مع مرض التهاب الكبد (ب), مع أن النتائج كانت مطمئنة إلى حد ما, ولكن خوفي كان من أجل الوظيفة والمستقبل, مما أدى بي لحالة نفسية صعبة لأول مرة في حياتي: مثل:

1-الشعور بالإرهاق والتعب, والضعف العام في الجسم, وقلة الشهية.

2-أحس ببرد في اليدين والقدمين.

3-غازات وحموضة في المعدة.

4-فقدان الوزن حوالي 5 كيلو في شهر.

5-عدم القدرة على النوم الكافي.

وفي كل مرة أذهب إلى العيادة يقال لي: إنك بخير, وذلك بعد فحص الدم والبول, ثم قيل لي من أحد الإخوة إن هذا كله بسبب القلق والتفكير العميق, من ثم توكلت على الله تعالى, وأكثرت من الصلاة والدعاء، فاختفى الكثير تدريجيا, والحمد لله.

سؤالي: هل القلق والتفكير العميق, والخوف من المستقبل؛ يسبب كل ما ذكرت؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nasser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية، وأنا سعيد جداً أن أعرف أنك قد تعالجت من التهاب الكبد (ب), وكانت نتيجته مطمئنة وإيجابية.

أيها الفاضل الكريم: الأعراض التي تعاني منها هي أعراض نفسوجسدية, أي أعراض جسدية سببها القلق النفسي الذي تعيش فيه، ونوع قلقك هو نوع من القلق الافتراضي أو التوقعي, وهذا قطعاً نوع من الوساوس البسيطة أيضاً، أرجو أن تطمئن أيها الفاضل الكريم, أنت بخير, وسوف تظل على خير إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للقراءة والتفكير العميق, والخوف من المستقبل؛ هل يسبب أمراض أخرى؟ كان يقال ولا زال يقال أن الإكثار من القلق والتوتر ربما يقلل من مناعة الإنسان, ويجعله عرضة للأمراض المختلفة, أو ربما يسبب مرض القلب، لكن هذا الأمر لم يثبت علمياً بصورة دقيقة، وعلى الإنسان أن يعيش مطمئناً, وغير قلق ولا متوتر؛ قطعاً هذا أمر طيب وجميل.

الذي أرجوه منك أن تتوكل على الله, وأن تعيش حياتك باطمئنان, وأن تكون فعالاً في هذه الحياة, وأن تكون منتجاً، وعليك بالاطلاع, وبالقراءة, والتواصل الاجتماعي, وبر الوالدين, وأن تكون متميزاً في مجال عملك, وأن تطور مهاراتك الاجتماعية؛ فهذه كلها أيها الفاضل الكريم قطعاً تجعلك أكثر طمأنينة.

أريدك أيضاً أن تمارس تمارين الاسترخاء فهي جيدة ومفيدة, وتبعث إن شاء الله تعالى فيك الطمأنينة كثيراً، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن تطلع عليها, وتتبع هذه التمارين فيها فوائد كثيرة جداً.

أخي الكريم: أيضاً التجربة أثبتت أن تناول جرعة بسيطة من أحد الأدوية المضاد لقلق المخاوف سوف تكون مفيدة جداً في حالتك, فيمكن أن تستشير طبيبك, وإن شئت دون استشارة هنالك دواء يعرف باسم سيبرالكس من الأدوية السليمة والفاعلة, وليس له تأثير على الكبد, وهو دواء جيد, ويساعد كثيراً في مثل حالتك, وجرعته هي نصف حبة, أي 5 مليجراما, تناولها ليلاً لمدة أسبوعين, بعد ذلك اجعلها 10 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر, ثم 5 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين, ثم 5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين, ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً