السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع، أسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، أعاني من الخجل بعض الشيء, فمثلاً عند الحضور إلى مكان مغلق مكتظ بالناس أشعر بالضيق الشديد، أو في المناسبات الاجتماعية مثل: حفلات الزواج أو العزائم الخاصة، ومع ذلك هذا لا يردعني أن أحضر، ففي كل مناسبة أشعر بالضيق قبل الدخول، وهذا يزيد إصراري على الحضور، ولكن بعد تردد بسيط, الأمر يقلقني؛ لأني شخص اجتماعي، وأكوّن صداقات جيّدة مع أقاربي، أو الناس الغرباء الذي أقابلهم لأول مرة، فأنا ألعب الكرة، وأختلط بجميع البشر، ولا أعاني من هذا، أعاني من الخجل عند تسليط الضوء علي! فمثلاً عندما أبدأ بالكلام، ويكون كلامي محلّ انتباه الجميع، فلا أريد أن أطيل الكلام؛ لأن ذلك يجعل وجهي يزيد احمراراً وأحس بارتباك.
السنة التي مضت طلب منّي المدرّب في الكلية التقنية أن أشرح له طريقة عمل برنامج أمام زملائي، فكان في البداية سهل أن أقوم، وكانت عندي الثقة بعض الشيء بأني قادر على فعل ما طُلب مني, عندما بدأت الشرح بدأ الكلام يخرج مني بسرعة، وتلعثمت، ومن ثم بدأ كلامي يتقطّع، وصدري يخفق بسرعة، ومع ذلك استمريت إلى أن انتهيت, طبعاً لم يعجب المدرب، ولم آخذ درجات بسببها، وبعد هذه الحادثة بأيام تجنّبت إلقاء كلمة عن نفسي في صف اللغة الإنجليزية؛ لأنني أعلم بأنه سيتكرر ما فعلته من قبل، وخسرت -أيضاً- درجات نزّلت من معدلي! ذلك لا يعجبني إطلاقاً وحاولت أن أحسّن من نفسي، ولكن إلى الآن بلا فائدة! ولأكون صريحاً أنا قلق من الآن بأن يتكرر طلب مني التحدث أمام زملائي؛ لأنه صعب بالنسبة لي!
أعاني من مشكلة أخرى: فأنا أقلل من نفسي وأقارن الآخرين بي، وأنا أعلم بأن ذلك غير صحيح، وحاولت مراراً بأن أتوقف عن ذلك، ولكن بلا فائدة، وأفكّر دائماً بأن خجلي ممكن أن يصبح حاجزاً لحياتي المستقبلية، وفي الزواج على وجه الخصوص، فأنا دائم التفكير كيف لي أن أعطي زوجتي حقوقها كاملة، وأنا بهذا الخجل! مع إدراكي الكامل بأني أختلف تماماً عن شخصيتي الآن، فأنا مدرك لحالتي، وجميع من حولي من الأهل والأصدقاء يعتقدون بأن آرائي ونظرتي للأمور مختلفة بشكل إيجابي طبعاً، وثقافتي مميّزة.
أريد نصائحكم بشدّة، وكيف لي أن أتخلّص من هذه الهموم المزعجة، وإعطائي العلاج المناسب لحالتي.
ولكم منّي خالص الدعاء.