السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في سن المراهقة، حباني الله بمواهب كثيرة ولي صداقات متينة -ولله الحمد-، في السنوات الأخيرة بدأت أكره نفسي؛ لأنني أشعر بأنني أضعف من أن أقاوم رغبات ذاتي، أنا عصبية وسريعة الغضب، يرتفع صوتي كثيرًا، وأنفعل من أشياء تافهة.
لست بارة بوالديّ، دائما ما يؤنبانني على تصرفاتي الحمقاء، لكنهما لا يضربانني، أبي كلما رفعت صوتي ينهرني، وأحيانا ينصحني بهدوء، أمي لا أحب سماع صوتها، وهي تناديني، أكره أعمال المنزل التي لا تنتهي، لا أحبها ولا أطيقها، أمي حليمة جدًا عليّ، كثيرًا ما بكيت بعيدًا عن الأنظار ندمًا على ما أقترفه في حقها، لن يوفقني الله وعلاقتي سيئة مع أقرب الناس لي.
تمنيت كثيرًا لو أن أمي صديقتي، لكن أجد أننا مختلفتان في الطباع، بعيدتان عن بعضنا كل البعد، فهي كبيرة نوعا ما (48 عامًا) وطريقة تفكيرها على عهد قديم نوعًا ما، لذلك أصبحت أكره نفسي، أنا أحاول أن أغير عاداتي السيئة، لكنني فشلت
دعوت الله، ولا زلت، أضيع وقتي على أشياء تافهة.
لم أراجع القرآن منذ زمن، وهذا يشعرني بالذنب والكره أكثر لذاتي؛ لأنني لم أعظم كتاب الله، فكيف لحياتي أن تستقيم؟ صلاتي أؤخرها عن وقتها، وأصبحت شخصيتي ضعيفة مع الحياة الاجتماعية، فأنا دائما أكون خجولة من السلام على الغرباء (وحتى المعارف)، إن أحببت أن أصاحب فتاة أحبها أخشى من مواجهتها، أشعر في أحيان كثيرة أني ضعيفة، وكسولة، وأحبط بسرعة مع أنني أطمح كثيرًا للتغيير، بالنسبة لي أصبح حلمًا يصعب تحقيقه، مع أنني أضحك كثيرًا، إلا أنني أيضًا أشعر بغصة في داخلي، مع الغرباء أتعامل بلطف، ومع أخواتي العكس تمامًا!
عائلتي دائمًا ما يحسبون أنني بلا مشاعر، أصبحت أكره العيش معهم، كل واحد منا في واد، لا أحد يعلم ما في نفسي من أشياء، تمنيت كثيرًا أن أبتعد عن هذا المنزل، فهو أجوف ليس فيه مكان للعاطفة، أنا حقا أشعر بفراغ عاطفي كبير.
كما أنني مقبلة على الثانوية العامة .. وليس لدي همة عالية تجعلني أركز في دراستي -مع أنني متفوقة دراسيا- مع أنني عزمت أن أحافظ على الصلاة كخطوة أولى لأغير نفسي الشنيعة، لكن أحيانا يأخذني الكسل والتسويف، حقًا أكره ما في نفسي من الصفات، أكره ذلك، لماذا لا تنتهي هذه الدوامة! لماذا دائمًا الشيطان يتغلب عليّ! لماذا أنا ضعيفة!