السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحبة الاستشارة رقم: (2236376) لا تعلمون كم فرحت وتأثرت وبكيت عندما رأيت استشارتي على موقعكم، رأيت أنكم قد رأيتموها وأجبتم عليها، شعرت أنه يوجد أمل في الحياة، شعرت أنه يوجد حل لمشكلتي، وفي الحقيقة أشكركم على ما قلتموه لي، لكن لم تجيبوا على سؤالي: هل أكمل في مدرستي التي أنا فيها الآن أم أبدأ حياة جديدة في مدرسة أخرى؟
مع العلم أن المدرسة التي أريد أن أنتقل إليها يوجد بها فتاة أعرفها، كانت زميلتي في المرحلة الابتدائية، ويوجد بها ابنة جارتي -أيضاً- وهي في سني، ويوجد بها -أيضاً- صديقتي التي كانت هنا في مدرستي هذه، العام الماضي، ولكن انتقلت هذه السنة، وبهذا بقيت وحيدة، مع العلم أن صفي كل أناس منهم منقسمون إلى مجموعات و(شلل).
أنا لست في أي مجموعة معهم، يوجد لي زميلة هي من تقعد بجانبي، وهي صموتة، وتصرفاتها وحديثها كالأطفال، وليس لها أي صديقة، في الفسحة تجلس وحدها، وكل يوم تجلس في نفس المكان، والكل يعلم أنها وحدها، وسمعت عنها أنها منبوذة، أو مسكينة.
أما أنا فأحاول قدر الإمكان ألا يراني الناس وحيدة، فأبحث عن أي فتاة؛ لكي أجلس معها، وإن لم أجد أذهب مع هذه الفتاة الصموتة المسكينة، وأنا لا أريد أن يراني أحد معها، ولا أريد أن يقول أحد: إنني صديقتها، لا أريد أن تكون سمعة الناس عني هكذا، أنا أيضاً أكرهها ولكني لا أريد أن أكون وحدي.
هل أجلس وحدي بكل ثقة وأمام الناس وأترك هذه الفتاة؟ كيف أستطيع أن أصادق من أحب؟ كيف أستطيع أن أصادق من أرتاح لهم؟ أنا عندما أجلس مع أي زميلة لي لا أعرف ماذا أقول؟ يأتيني شعور في بالي: ماذا أقول لها؟ ماذا أتحدث معها؟ ما هي المواضيع التي يجب أن أتحدث بها من أجل أن تحبني، وتعتبرني صديقتها؟ وهي لا تحدثني كما تحدث أي صديقة لها، لا تتحدث معي عن نفسها، أو عن أشياء تخصها، كيف سأنطلق معها إذا لم تتحدث معي كما تتحدث مع أي صديقة لها؟
هذه هي أصل مشكلتي، لا أعرف عما أتحدث سوى عن الدروس، وعلاقاتي مع زميلاتي جميعهن عن الدروس؛ لأن مستواي الدراسي عالٍ، وأنا لدي موهبة الرسم -والحمدلله- وكل من تريد رسماً تأتي إلي، أو في حصة مادة التربية الفنية يأتون إلي، في رأيكم كيف أستغل هذا الشيء في تقوية شخصيتي؟ وكيف أستغل موهبتي التي وهبني الله إياها؟
أريد أن أكون اجتماعية، أرجوكم، أرجوكم ساعدوني، وقولوا لي: ماذا أفعل في مدرستي؟ لأنني إذا كسرت حاجز الخجل في مدرستي سينكسر في كل مكان، فأخبروني: ما هي الخطوة التي أخطوها في مدرستي؟ وكما تعرفون سأفعل كل ما ستقولونه لي من أجل أن أتغير، أريد أن أخرج من المرحلة المتوسطة وأنا لست خجولة، بل جريئة، ثقتي بالله كبيرة، ثم بكم وبنصائحكم.
هل أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، أم أن هذه حالة طبيعية وستمر مع الأيام؟