السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن ينفع بكم الأمة.
معاناتي بدأت قبل أربع سنوات، عندما تعرضت لموقف أخافني جدا، واستمر الخوف وتطور، إلى أن أصبح خوفا من كل شيء، وقد كتبت لكم في السابق، ونصحتموني بالسبرالكس، وقد اتبعت التعليمات كما يجب.
ولله الحمد والمنة وبفضل من الله تماثلت للشفاء، وعدت للحياة بشكل أكثر إيجابية، تفوقت وتخرجت من الجامعة قبل 7 أشهر، وقد قسم لي الله أن تقدم أحد لخطبتي، وتمت الموافقة، وتم عقد القرآن، ونحن الآن كما يقال: مخطوبان، وفي نفس الوقت حصلت على وظيفة.
أعاني من ضغوط التفكير بالزواج، ومسؤولية الوظيفة الجديدة، وأيضا خطيبي يدرس في الخارج، وبعد الزواج سأذهب معه، وأفكر كيف سأذهب وسأتحمل الغربة؟ ومن هنا بدأت أدخل في دائرة القلق، ولكني أقاوم المخاوف بشدة، وأحاول أن أكون إيجابية، وأبدأ يومي بعبارات التشجيع؛ لأنني مررت في السابق بهذه الحالة، واستطعت قهرها.
في يوم ما سمعت عن أحداث (داعش) وإذ بي أدخل في حالة رعب داخلي، أتخيلهم في كل مكان، وأرتجف، وأشعر ببرودة، ومن ثم بحرارة الأطراف، ناهيكم عن صعوبة البلع، وقد عادت لي أعراض المخاوف من جديد، وأيضا أحاول المقاومة بشدة، وألا أهلك نفسي بها كما حدث في السابق.
أصبحت فجأة أخاف من كل شيء، حتى أخاف أن أنظر لنفسي بالمرآة، وأنا بداخلي أعلم أن هذه الأشياء غير مخيفة وسخيفة جدا، وبأنني لا أخافها بحق، ومخي يعمل 24 ساعة ولا يتوقف عن التفكير والخوف والوسوسة، حتى أصابني القولون، وأخبرني الدكتور أنني أفكر كثيرا، وهذا سبب تهيجه.
الآن أنا خائفة جدا، كيف سأستطيع الزواج وأنا بهذه الحالة؟ وكيف سأنجب أطفالا وأنا أشعر بالاكتئاب؟ أعلم بأن الله يختبرني كي يجازيني بالأفضل، وأعلم بأن كل غمة لا بد لها أن تنكشف، وقد مررت بالسابق بنفس الحالة، وأعلم أن الله على كل شيء قدير.
خائفة أن يلاحظ من حولي خوفي والتغير في تصرفاتي، فأنا لم أعد أمتلك السيطرة على تعابير وجهي، فينتابني ضيق في الأماكن العامة، وسرعة في التنفس والدوار، ولربما كثرة الاطلاع والقراءة وتجارب الآخرين مع الخوف زادت الأعراض حدة.
سؤالي الآن: هل أعود للسبرالكس أم أكتفي بالمقاومة والصراع، خصوصا وأنني مقبلة على الزواج بعد أشهر؟ وهل من الممكن أن يكون نقص فيتامين (د) أو (ب 12) أو الصوديوم سببا لهذه الحالة، أم إنها ظاهرة نفسية بحتة؟
علما بأن جدتي عانت من الهلوسة، ومن الحالة النفسية، وبعد إجراء التحاليل اتضح أن عندها نقصا حادا في الصوديوم.
أرجو مساعدتي بالحل الأفضل لي، مع العلم أني أطبق العلاج السلوكي بحذافيره.
وشكرا.