الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد انتقالنا لمدينة أخرى أصبت بتأتأة وشرود ذهني وحركات لا إرادية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

من قرابة الخمس سنوات وبعد تقاعد أبي من عمله وزواج جميع أخواتي في السنة ذاتها، انتقلنا من المدينة التي ولدت وكبرت فيها إلى مدينة أخرى، فبدأت أعاني من اضطرابات سلوكية غريبة لم أكن أعاني منها من قبل، ولا أدري ما سببها؟ فمثلا: عندما أتحدث مع أي شخص فإني أصاب بالتأتأة وأشعر بغصة حتى أشارف على البكاء، مع أن الموضوع أحيانا لا يكون محزنا ولا يستدعي الحزن، لكن لا أعلم ماذا أصابني.

صرت أتجنب التحدث مع الناس، إلى درجة أن بعض الطالبات أصبحن يحاولن التقرب مني لما وجدنه مني من الانطوائية الغريبة، قد أشارك الجميع بابتسامة فقط أو تعبيرات بسيطة مثل هز الرأس أو الإيحاء باليد، إضافة إلى ذلك أهملت دراستي في الماجستير، وأصبحت أتجنب التحدث مع الرجال تماما حتى مع مرشدي في الرسالة؛ لخوفي من أنه يشعر بأنني غبية ولا أصلح لدراسة الماجستير، مع عدم قدرتي على تجميع الحروف أو تكوين جملة مفيدة أثناء الكلام، إضافة إلى ذلك أحيانا تسقط مني بعض الحروف أثناء الحديث، ولا أستطيع نطقها مثل حرف الراء والسين مع أنني كنت أنطقها من قبل.

أمي أصبحت تلاحظ تصرفاتي وحركاتي كهز الرأس وتحريك اليدين أثناء تناول الطعام، والشرود الذهني دائما يصاحبني، لدرجة أنني إذا بدأت بعمل شيء معين أكتشف بأني قد أنهيته من قبل، لكن لا أتذكر متى وكيف أنهيته؟

تصرفاتي غريبة وأتمنى أن أجد لها حلا؛ لأنني أخاف أن أخسر دراستي، مع أني كنت طالبة مجتهدة ومتفوقة من قبل، وأتمنى أن أتحدث مع الجميع بلباقة وثقة بالنفس كسابق عهدي، وأتمنى منكم مساعدتي ولا أريد وصفات دوائية؛ لأني لا أحب الأدوية ولا أتناولها أبداً.

شاكرة لكم حسن تفهمكم لوضعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إليسار حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذه السلوكيات الغريبة التي وصفتيها تُسمى في علم النفس والسلوك حالة من النكوص النفسي، والنكوص النفسي يعني أن الإنسان قد تقهقر إلى وضعٍ لا يُطابق أو لا يُماثل عمره، والنكوص دائمًا يكون بعد الضغوطات النفسية، أو حتى الأحداث الحياتية الجميلة، بعض الناس لا يتحملونها، فقد يحدث لهم هذا النكوص النفسي أو التقهقر أو الرجوع إلى مرحلة ارتقائية سابقة.

هذه الحالات تعتبر حالات مؤقتة، وإن كان بعض علماء النفس والسلوك يعتبرونها أحد مطابقات أو موازيات الاكتئاب النفسي، والكثير من العلماء يقولون أنها يجب أن تُعالج كما يُعالج الاكتئاب النفسي، وذلك من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب لفترة من ثلاثة إلى ستة أشهر، والتي تساعد الإنسان على أن يُعبر عن ما بداخله، وعن كل ما يجيش بخاطره، حتى وإن كانت هناك أمورا مخزنة على مستوى العقل الباطني، حين يحدث التفريغ النفسي ويستطيع الإنسان أن يتخلص من الشوائب السلبية، فالتفكير الإيجابي وتنظيم الوقت، هذه كلها مفيدة في مثل هذه الحالات.

بما أنك لا تريدين أدوية نفسية فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، لأن هذه الحالة بالفعل تستحق شيئًا من الاهتمام، علاجها ليس صعبًا، لكن من المفضل أن تكون هنالك جلسات نفسية مباشرة حتى لا تتعقد الأمور، التدخل المبكر مفيد وجيد، والحالة بسيطة كما ذكرت لك.

باركَ الله فيك وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً