الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس واكتئاب، ما هو أحسن علاج لذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

(إلى الطبيب محمد عبد العليم المحترم).

أنا بعمر 30 عاما، ومنذ أكثر من خمس سنوات تعرضت لفترة صعبة في حياتي، وهي مرض والدي.

حدث لي في حينها خوف ووساوس مصاحبة للاكتئاب، وأخذت زولفت خمسين ملغ صباحا،
و(تربتزول 25) ملغ، ليلا، والحمد لله تحسنت كثيرا، بل وشفيت تماما، وكنت طبيعيا، وعدت إلى حياة طبيعية.

بقيت خمسة أعوام على هذه الجرعة زولفت، خمسين ملغ و (تربتزول 25) ملغ يوميا، وكانت أحوالي جيدة تماما، مع بعض الانتكاسات التي لا تدوم فترات طويلة.

توقفت عن زولوفت لمدة 3 شهور، لاقتناعي أني شفيت تماما، وبقيت على تربتزول 25ملغ يوميا، وبعد 3 شهور عاد الاكتئاب والخوف والوساوس، فقررت العودة إلى زولوفت 50 ملغ باليوم، إلى جانب تربتزول الذي لم أوقفه.

بعد سبع حبات زولفت حدث لي صفير وضوضاء بالرأس، وطنين بالأذنين مزعج جدا، فحاولت أن أتابع على زولوفت لكن بالحبة العاشرة حصل طنين وصفير للرأس مزعج جدا، فقررت التوقف عن زولوفت.

مشكلتي هي أنه بعد توقفي عن زولوفت خف الطنين نسبيا، وأحيانا يكون معدوم لكنه يعود ويكون قويا نسبيا، مع أنني توقفت عن زولوفت منذ شهر كامل، ولا زلت أعاني من الطنين وصفير الرأس.

قررت بعد ذلك أخذ بروزاك 20 ملغ صباحا، بالإضافة إلى تربتزول 25ملغ ليلا، الذي لم أتوقف عنه منذ خمسة أعوام، وبعد ثاني حبة بروزاك زاد الطنين بالأذنين وصفير الرأس إلى الدرجة القصوى التي كان عليها عندما بدأت بالزولفت.

أتمنى معرفة سبب الطنين وصفير وضوضاء بالرأس، علما أني ذهبت إلى طبيب أذن أنف حنجرة، وقمت بعمل تخطيط سمع، والحمد لله، كل شيء سليم.

أخذت بيتا سيرك، وفيتامينات ب، ومعادن وسينارزين دون تأثير، فهل مشاركة زولفت مع تربتزول هي السبب؟ علما أنني كما ذكرت أخذت زولفت وترتزول سويا لمدة خمسة أعوام.

لماذا عندما بدأت أيضا بالبروزاك مع ترتزول ارتفعت حدة الطنين كثيرا؟ فما هو الحل لمشكلة الطنين؟ ولهذه الانتكاسة النفسية، وأشعر أنني إذا تناولت أي دواء من فئة إعادة امتصاص السيروتونين يسبب ذلك زيادة الطنين وصفير الرأس، لأنه حدث مع زولوفت ومع بروزاك أيضا.

علما أنني آخذ تربتزول 25ملغ ليلا، وهو يريحني كثيرا، ويجعلني أنام، ومشكلة الطنين وصفير الرأس حاليا هي تساوي وتزيد عن مشكلتي النفسية، ما الحل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: الطنين قد يكون من الآثار النادرة جدًّا التي تنتج عن الأدوية التي تتناولها – الزولفت والتربتزول – وأعتقد أن العامل النفسي أيضًا موجود كرابط.

لذا ما دام أطباء الأنف والأذن والحنجرة أكدوا لك أنه لا توجد علة عضوية تُفسِّر هذا الطنين، فأعتقد أنه من الأفضل – وبعد تشاورك مع طبيبك النفسي، وهذا مهم جدًّا – أن تنتقل إلى دواء آخر، تتوقف عن التربتزول، وكذلك تتوقف عن الزولفت، وتتناول جرعة صغيرة من الـ (ريمارون REMERON)، والذي يعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) فهو دواء مختلف تمامًا، ويعمل بطريقة مختلفة، وفي ذات الوقت هو محسِّنٌ للنوم، ودواء ممتاز جدًّا لإزالة الاكتئاب وكذلك التوترات.

أرى أنك يمكن أن تُدعمه بالـ (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) لأن السلبرايد حقيقة يتميز بإزالة القلق الذي ربما يكون مصحوبًا ببعض الأعراض الجسدية.

لذا كمقترح فإني أرى أن تتناول السلبرايد بمعدل كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولتين في الصباح لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

أما الميرتازبين فجرعته في حالتك هي نصف حبة فقط، يتم تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم بعد ذلك يمكن أن تجعلها رُبع حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

أخِي: لا بد أن تُفعِّل الآليات العلاجية الأخرى، خاصة تمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية، أرى أنها ذات فائدة ومنفعة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً