السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 25 عاماً، منذ سنة تقريبا طلب شخص مني الارتباط، يبلغ من العمر 28 عاماً، وعلى قدر من الأخلاق، والتربية، والتعليم العالي، في البداية لم أوافق، لأنه يعيش في أوروبا، حيث كان يعمل ويكمل دراسة الماجستير الثاني، ولكن بعد إصراره الشديد، ووعوده بالزواج في إجازته القادمة وافقت، كلمته لمدة 6 شهور، وكانت من أجمل أيام حياتي، تعرفت على شخصيته التي كانت تبهرني يوما بعد يوم، وكان يعجبني فيه أنه يتقي الله في بنات الناس.
ولكن شاء القدر وتيسرت له فرصة أخذ الدكتوراه والعمل في بلد آخر، انتقل إلى هناك، وقام باستئجار شقة حتى يكون جاهزا للزواج، ولكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، لم يوفق في عمله هناك ولم يستطع أن ينال شهادة الدكتوراه، ولم يكمل هناك أربعة أشهر، وخسر مبالغ مالية طائلة في الشقة والأثاث، ورجع إلى بلاده مفلسا تماما، مع أنه وعدني ووعد أهلي بالتقدم لخطبتي، أنا لست من جنسيته، بل جنسية عربية شقيقة، ولكن عمتي تعرفه معرفة جيدة، وأنا أثق به، لم يتقدم لخطبتي، بسبب حالته المادية.
وفقه الله ووجد عملا في بلاده، لكن الأجر أقل من أوروبا، ولكن لا بأس، حددنا موعداً جديداً للخطبة، أنا وأبي قللنا من طلباتنا المادية قدر المستطاع، ولكن حصل شيء لم يتوقعه أحد، قبل الموعد بأسبوع أصيب بانهيار تام، ونقل للمستشفى بسبب الضغط النفسي، كان يرهق نفسه في العمل ولا ينام، وبعد خروجه من المستشفى أصبح شخصاً آخراً مكتئبا جداً ولا يكلم أي شخص، لا يكلمني، ولا يكلم حتى أسرته، ولم يعد يذهب للعمل.
كان يمضي أسابيع من دون أن يذوق طعم النوم، لا يأكل، وأصبح منظره كالشبح، لم يعد يطيق مكالمتي بعد أن كان يعشقني، ويعاني من أوجاع في جسده، لا أدري هل هناك شيء كهذا في الطب النفسي أم لا؟ لا أعرف هل يضحك علي أم هذا حقيقي؟ رغم أنني أحس 99% أنه حقيقي، لكنني لم أقابل حالة كهذه، حاولت الوقوف قربه كثيراً ولا أريد أن أتركه، أهلي يجبرونني على نسيانه، فهم لا يثقون به كرجل يأتمنونه على ابنتهم، ولكنني أحس أن هذه الحالة لا يمكن أن تستمر، ما الحل؟
هو يرفض أن يذهب لطبيب نفسي، فهو مصاب بالرعب الشديد من فكرة أنه مريض بمرض عضوي، لا أحد يعرف ما هذه الفكرة التي تسيطر عليه تماما وتفصله عن الواقع، مع العلم أن والده قد توفي بسرطان الكبد وهو صغير، وجده توفي ووالده رضيع، وجدته توفيت فور ولادة والده، وأمه كانت تعاني من أمراض في القلب وأجرت عملية، لا أدري هل هذا له علاقة أم لا؟ ساعدوني، لا أريد أن تذهب أجمل أيام حياتي في العيش في الحلال مع من أحب سدى.
أعيش في حالة نفسية سيئة جدا، وأصاب بالدوار فجأة، وينعدم لدي البصر والسمع لثوان، كما أصبت بنزيف حاد في الدورة الشهرية، وفقدت كمية من الدم، ونقلت للمستشفى لنقل الدم، وشخّص كل ذلك بسبب القلق الشديد والتوتر، لا أستطيع استيعاب فكرة أن كل شيء سينتهي، وأنا لا أعلم السبب ولا أجده مقنعا، وأرى أنه بالقليل من القوة سيتغلب على ذلك، لم أعد أعمل من قلقي الشديد، وخسرت عملي أيضا وحياتي أصبحت خرابا.
أقرأ محادثاتنا القديمة ليلاً ونهاراً، لتهدئة قلبي ودموعي، أحس كأن أحدا حضر لنا سحراً أو عينا قد حسدتنا، أمه تقول لي إنها تسمعه القرآن والرقية الشرعية دائماً، أحس كأنني مراهقة، مع أنني أبلغ 25 عاماً، وذات تعليم جامعي عال، نحن لسنا مراهقين أو أطفال، لا يوجد أحد يفهمني، أو يساعدني.