السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة حياتي شبه مدمرة، لست ناجحة في أي شيء، ولدي مشاكل كثيرة لا حدود لها، وكل مشاكلي محورها الرهاب الاجتماعي، بالنسبة إلى دراستي، فأنا فاشلة ومتأخرة دراسيا بسبب الرهاب، فمن المفترض أن أكون في السنة الثالثة من الجامعة، لكنني قمت بإعادة الصف الثالث الثانوي أربع مرات؛ لأنني في كل سنة أحاول أن أجتهد فلا أستطيع، لأنني أتعرض لمواقف محرجة كثيرة تسبب لي التوتر والقلق، فلا أركز في الدراسة، كما أجد صعوبات في التعامل مع الأساتذة، وأخجل من السؤال، أو تفسير أي شيء لا أفهمه، وأحس أن أسئلتي غبية وبلا معنى؛ لذلك لا أسأل في الصف، ولا أستطيع المذاكرة في البيت عند وجود الضيوف، وأشعر بالقلق حتى يذهبوا.
كما أنني مصابة بضعف النظر منذ ثلاث سنوات، ولم أذهب إلى الطبيب؛ لأنني أخاف من المستشفى، ولا أدري كيف أتعامل مع الموجودين هناك، من أين أبدأ، وماذا أقول، من بداية الاستقبال إلى أن أصل إلى الطبيب، ولا أعرف كيف أشكو مرضي للطبيب.
كما أعاني من ألم الضرس، وبسبب انشغالي بالدراسة أهملت أسناني، فصارت سيئة جدا، وأتحاشى أكل الأشياء الصلبة، وهذا أثر على دراستي بشكل أكبر.
أما طبعي فأنا إنسانة أحب الراحة، لا أشتغل في المنزل كثيرا، وأشعر بالقرف من أي عمل له علاقة بالماء كالغسيل ونظافة الأرضية؛ لأنني أشك أن كل شيء في المنزل منحوس بسبب تصرفات أخواني، وحياني ليست منظمة، لا أهتم بنفسي ومظهري، غير مرتبة، ليس لدي نشاط وحيوية، مملة وباردة وصامتة، مع أنني فتاة كبيرة في العمر، لكن مهاراتي الحياتية معدومة، والبنات اللاتي في مثل عمري متزوجات، ويقمن على جميع احتياجات بيتهن، وأنا لا أستطيع تحمل المسؤلية.
تقدم لي شاب حافظ القرآن، وحسن الأخلاق، ووضعه المادي ممتاز، إلا أنني رفضته؛ لأنني لست مستعدة للزواج، وهو عندي صعب كالجهاد، فأبسط شيء فيه أنني لا أعرف الطبخ، ولا أستطيع التسوق لجلب احتياجات المنزل، وأخاف جدا من زيارة الطبيب، وربما في المستقبل يموت طفلي ولا أستطيع الذهاب به إلى الطبيب.
أحب العزلة، ولا أخرج لزيارة أو ترفيه، وأخاف إذا أنجبت أطفالا أن يصبحوا مثلي، ويعانون من الرهاب الاجتماعي، وأيضا من الأشياء التي تخيفني من الزواج زيادة صلة الرحم والأقارب، فأنا لا أزور أقاربي بسبب الرهاب، ولا أعرف كيفية التعامل مع الضيوف، وأشعر بحرج كبير عندما يزورنا أحد، أظل صامتة، ولا أعرف أن أتصرف أو أحسن الاستقبال.
والآن تقدم لي شاب ممتاز، وأخاف أن أخسره، فهل أخبره عن مشاكلي النفسية؟ وكيف أحل مشاكلي وأعتمد على نفسي؟ أريد أن أعيش حياة طبيعية، فماذا أفعل؟
شكرا جزيلا على ما تقدمونه من النفع الكثير للمسلمين، وأتمنى أن تجيبوني سريعا، لأن حالتي حرجة، والشاب الذي تقدم لي ينتظر ردي.