السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي وسواس عدم النوم، وهي مشكلة قديمة مرتبطة بشخصيتي، حيث إنني كثير التفكير والقلق، كنت فيما مضى أيام الجامعة لا أستطيع النوم في ليلة الامتحان مهما حاولت خوفاً من الامتحان، وكنت أذهب إلى الامتحان متيقظاً لفترة قد تصل ليومين متتاليين بلا نوم، لكن تلك المشكلة كانت تنتهي بمجرد انتهاء الامتحان، حيث كنت أنام مباشرة بلا أي مشاكل.
أنا الآن أعمل خارج بلادي منذ حوالي ثمانية أشهر بعيداً عن زوجتي وأطفالي، بدأت معاناتي منذ عدة أيام، حيث عاودني ذلك الوسواس المخيف بدون أية أسباب واضحة تدعو للقلق، فقط وسواس يلح عليّ عند النوم بأنني لن أنام، قد أمكث في الفراش بالساعات، وأترقب أي لمحة باقتراب النوم، حتى إذا أحسست بدخولي في أطوار النوم الأولى أقول لنفسي أنني سأنام الآن، فأستفيق ثانية، ويلح عليّ ذلك الوسواس من جديد حتى يصيبني بالجنون، حتى إذا استطعت النوم لساعة أو ساعتين، فإنني أفكر طوال اليوم في عدم النوم في اليوم التالي، وأصبحت أخاف من الليل، ومن الفراش، ومن أي فكرة مرتبطة بالنوم، وهكذا في دائرة لا متناهية من المعاناة، حتى أني أحس في بعض الأحيان باستحسان فكرة الانتحار للخلاص من هذا العذاب.
تغيبت عن العمل ليومين؛ لأني فقدت القدرة على التركيز بجانب الإرهاق الشديد والتشتت بسبب قلة النوم.
حاولت محاربة هذا الوسواس بشتى الطرق، وحاولت تجاهله أيضاً، لكن ما أن أنجح في الدخول في النوم حتى يوقظني من جديد، أشعر بالضعف الشديد وأشعر بأني محطم تماماً وبالضعف النفسي أيضاً، أصلي كثيراً، وأدعو الله بأن يفرج همي، أتصل بأمي وزوجتي وأظل أبكي كثيراً بسبب إحساس الضياع الناجم عن هذا الأمر.
لا أستطيع الذهاب لمختص نفسي بسبب ظروفي المادية، حيث إن تكلفة الطبيب النفسي في البلد الذي أعمل به باهظة جداً، قرأت في أحد المنتديات أن عقاري باروكستين ودوجماتيل يصلحان في مثل حالتي، فهل تنصحوني بهما؟ أرجوكم أفيدوني، ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيراً، ووقاكم وأهليكم ومن تحبون كل سوء.