الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بقلق وألم بعد سقوط لوحة على رأسي.. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم

سقطت على رأسي قبل أسبوع لوحة من التي يكتب عليها وتعلق، قياسها متر في متر تقريبًا، وكانت الساعة 2 ظهرًا، ولم أصب بأذى واستمريت بممارسة حياتي، وخلال ساعات شعرت ببعض القلق، وقلت من الممكن أن هذه الضربة الخفيفة أن تسبب لي مشاكل، وكنت أوسوس في نفسي أن أذهب للطبيب أم لا، مع أنني كنت لا أشعر بأي ألم، وبعد ذلك ذهبت وأخبرت الطبيب، فقال لي لا داعي للقلق، وخذ هذا الدواء عند شعورك بالألم، وذهبت وفي الليل قبل النوم شربت الدواء، وأثناء وقت النوم لم أستطع أن أنام، أقلب نفسي تارة يمنى وتارة يسرى، وحين أنام على مكان الضربة أشعر ببعض الألم البسيط، وتشنجات بسيطة مثل: الكهرباء.

في اليوم التالي نفس الحالة، فذهبت إلى الطبيب، وبعد يومين أصابني دوار وخذلان في الجسم، وذهبت إلى الطبيب، وعمل لي فحص دم وسكر وكل شيء سليم، ولكن ما إن أضع رأسي مكان الضربة على شيء إلا ويأتيني الألم والدوار والكهرباء، فأشرب المسكنات فتهدأ، لكن تعود مرة أخرى، وفي اليوم الخامس ذهبت إلى الطبيب، فقال لي: سنعمل لك أشعة مقطعية، وأعطاني موعدًا، وأنا على هذه الحال منذ أسبوع.

سؤالي: ما تشخصيكم لحالتي هذه؟ وهل القلق له دور في الآلام مع أن الضربة ليست بالقوية؟ مع العلم أني إذا كنت نائمًا على مكان الضربة أو مستندًا عليها أشعر برأسي يدور قليلا ويؤلمني.

أرجو منكم تفسير حالتي، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائمًا ضربات الرأس نخاف منها على المخ، عادةً نخاف أن يحصل أذىً للمخ، ولكن -سبحان الله- ربنا أعطى للمخ حماية شديدة جدًّا، فالجمجمة هي عبارة عن عظام – كما يُعرِّفها الإنسان – قوية جدًّا وتحمي المخ حماية شديدة جدًّا، وقابلة وعندها قدرة على امتصاص ضربات الرأس الشديدة عادةً، ولذلك معظم الضربات لا تؤثِّر على المخ إلَّا إذا كانت ضربة عظيمة جدًّا.

الشيء الآخر: معظم هذه الضربات تُحدثُ نوعًا من الورم الخارجي، وأحيانًا يكون هناك ورم، وهو نوع من الدم المتجمّد من الضربة، لكنه لا يؤثِّر على المخ مطلقًا.

الشيء الثالث الذي أريد أن ألفت النظر إليه: عادةً إذا كانت الضربة قد أثَّرت على المخ مباشرة فعادةً يحدث إغماء في حينها، ويفقد الشخص الوعي لمدة قد تكون دقائق، وقد تكون ساعات، وقد تكون أيامًا، وعدم فقدان الوعي هو مؤشِّر رئيسي بأن المخ لم يُصب بشيء، أهم معيار عندنا للخوف من إصابة المخ هو فقدان الوعي عند حدوث حادث ما على المخ.

فواضح – أيها الأخ العزيز – أن ما تعاني منه ما هو إلَّا قلق، وخوف من أن قد يكون أصابك شيء، وواضح أنك من الشخصيات القلقة، ولذلك صِرتَ تقلق، وهذا القلق أدَّى إلى اضطراب في النوم، إلى شعور بآلام من أثر الضربة؛ لأنه ليس المهم هو الشعور بالآلام، ولكن المهم هو ظهور ورم معين من الدم، أو إصابة المخ.

فأريد أن أطمئنك من هذه الأعراض التي ذكرتها، فواضح أن هذه الضربة على رأسك لم تكن بالقوة – الحمدُ لله – التي تُسبب أي أعراض يُخاف منها، ولكن -إن شاء الله تعالى- الأشعة المقطعية هي الفيصل في هذا الشأن، فلو حصل أي شيء للمخ، نزيف أو أي شيء من هذا القبيل – لا قدَّر الله – فإنه سوف يظهر في الأشعة المقطعية.

أرجو أن تطمئن – يا أخِي – وعش حياتك طبيعيًا، ووفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً