السؤال
السلام عليكم
أعلم أن ما فعلته كان خطئاً جسيماً، وزلات، أدعو الله أن يسامحني عليها، فأنا ابتليت بداء حب النساء، وصارت عندي شهوة الكلام معهن، لا لأسباب مخلة بالآداب، ولكن لكي أطفئ نار شهوتي المكبوتة، وبعد أن أتحدث مع من أريد ونتكلم في الأمور الحياتية، وبعد أن أعطيها تلميحات ووعوداً عن الزواج فإني أخلو بهن وأتركهن من غير سبب ولا داع، وبدون أي مقدمات سوي أني أريد التغيير!
كم من امرأة أو أنثي لم تسلم من يدي ومن مكري، فأنا كنت في الصغر كثير الحياء، وترعرعت وأنا أرى أصدقائي يحبون وأنا لا أملك حبيبة، حتى أحببت فتاة وقد خلت بي وتركتني بدون أسباب.
لا أعلم يا إخوتي، هل هذه حقيقة أنه صارت لي رغبة مكبوتة لكي أنتقم من النساء أم أن هناك سبباً آخر لذلك؟ الله أعلم.
أكثر ما جعلني أفيق مما أنا فيه هو أن جعلت فتاة محترمة تحبني، وكانت بنت أناس ومتدينة، وأنا لم أر في نفسي سوى ذلك الذئب الذي ينتظر الانقضاض على فريسته لكي يضيع وقته معها، والانتقال لغيرها، وبعد أن تكلمت معها ستة شهور وفررت من موضوع الزواج بها وخرجت من حياتها كالشعر من العجين بحجة أن أخي الكبير لا أستطيع الزواج قبله.
سبحان مغير الأحوال لقد تمت خطبة الفتاة لإنسان آخر، وهنا كانت الصاعقة علي، فأنا أدركت مؤخراً أني لا أريد سواها في هذا الكون، ومن الاكتئاب والمعاناة لم أستطع حتى النظر في وجهها.
هي تعمل معي في نفس المكتب، ولا أستطيع التوقف عن التفكير في ما فعلته بها، أرجوكم لا تسألوني أين كان عقلي وتفكيري عندما فعلت ذلك؟!
هذا موضوع، وهناك أخريات أيضاً فعلت معهن نفس الفعلة، فهناك من تتحسبن، وهناك من تدعو علي.
أردت التكفير عن ذنوبي وأن أطلب العفو من الفتاة التي تحسبنت، وأستسمحها لكي تسامحني لكنها رفضت وقالت: لن أرضى سوى بانتقام الله منك.
أرجوكم: هل لي من توبة، أم سأبقى في عسرتي وذلتي وانكساري طول العمر، وهل سوف أحاسب على ما فعلت ما دمت حياً أرزق؟