الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن التخلص من القلق لدي؟ وهل هو قلق طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، لا أعاني من ضغط أو سكر، وبعد قراءتي عن القذف السريع بدأت أقلق قلقاً لا يمنعني من الخروج، ويكون شديداً عندما أكون وحيداً، هل هو طبيعي يأتي للكثير من الناس؟ وهل التحدث مع النفس بمواقف تثبت عدم وجوده سيوقفني عن القلق؟ كيف يمكن التخلص من القلق لدي؟ وهل هو قلق طبيعي؟ وكم المدة التي أستمر عليها لكي يتوقف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق هو الطاقة النفسية، ويمكن أن يكون قلقاً طبيعياً، ويمكن أن يكون قلقاً مرضياً، والقلق مطلوب في حياتنا حتى ننجح، الذي لا يقلق لا يقوم بأي مبادرات، الذي لا يقلق لا يكون فعالاً، الذي لا يقلق لا يكون منتجاً، لكن قطعاً إذا كان هذا القلق مبالغاً فيه وبدرجة مهيمنة ومسيطرة سيتحول إلى قلق مرضي.

القلق -أيها الفاضل الكريم- يمكن أن يكون سمة أو صفة متابعة لشخصية الإنسان أو يمكن أن يكون قلقاً ظرفياً، أي أن هنالك مواقف معينة يأتي فيها هذا القلق.

القلق له محدداته وله أنواعه، وما تحدثت عنه حول نفسك أراه شيئاً من القلق الزائد نسبياً، لكن -إن شاء الله تعالى- ليس قلقاً مرضياً، أنت في مرحلة تغيرات كبيرة، تغيرات نفسية وهرمونية وفسيولوجية ووجدانية.

لذا قد تأتيك هذه الهواجس القلقية من وقت لآخر، وحتى الحديث مع النفس هو ناتج من شيء من القلق، وإن كان أمراً طبيعياً في بعض الأحيان؛ لأن الحديث مع النفس إذا كان بدرجة معقولة نعتبره منفساً للنفس، يساعد على التفريغ الداخلي، ويمنع الكتمان؛ لأن الكتمان يؤدي إلى توترات وإلى قلق داخلي، فأرجو أن تطمئن -ابننا الفاضل- أنت بخير.

حتى تساعد نفسك أنصحك بأن تمارس الرياضة، الرياضة تمتص القلق الخاطئ، القلق المرضي، وتجعلك -إن شاء الله تعالى- تبني قلقاً صحياً يفيدك من أجل المثابرة والدراسة والإنتاجية.

الأمر الآخر هو أن تكون لك علاقات اجتماعية طيبة، مع أقرانك مع أصدقائك مع الصالحين من الشباب، هذا يحول القلق أيضاً إلى قلق إيجابي، يعود بمصلحة عليك وعلى مجموعتك، وجدنا أيضاً أن بر الوالدين والإحسان إليهما، وأن يكون الإنسان حريصاً على ذلك يزيل القلق المرضي، ويحوله إلى قلق تربوي أو قلق إيجابي.

تنظيم الوقت -ابننا الكريم فهد- وجدناه أيضاً من أفضل الأشياء التي تحول القلق من قلق سلبي، إلى قلق إيجابي، أي أن تخصص وقتاً لدراستك وقتاً للرياضة وقتاً للترفيه عن نفسك وقتاً للعبادة وقتاً للراحة وقتاً للتواصل الاجتماعي وهكذا، هذا يساعدك إلى أن يكون قلقك قلقاً إيجابياً.

التمارين الاسترخائية التي أشرنا إليها في استشارة إسلام ويب، والتي هي تحت الرقم (2136015) نراها أيضاً أمراً ممتازاً، وننصح الشباب بأن يواظبوا عليها، فأرجو أن تطلع عليها وتواظب عليها، وسوف تجد فيها خيراً كثيراً، إن شاء الله تعالى.

قراءة القرآن بتجويد وتدبر تزيل القلق المرضي، هذا أيضاً ننصح به، وأريد أن أنصحك به على وجه الخصوص، ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، إذاً هذه نصائحي العامة بالنسبة لك، والتحدث مع النفس ليس له مدة محددة، لكن يجب أن لا يكون لفترة طويلة، وإذا طبقت ما ذكرته لك سوف يزول عنك تماماً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً