السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، بدأت معاناتي قبل ستة شهور، بسبب عارض بسيط تعرضت له وهو فقر الدم، فقد كنت أعاني من الخفقان بشكل يومي، مع أخذ نفس عميق لأتمكن من التنفس، ذهبت إلى الطوارئ وأجريت تخطيط القلب وكان سليما ومنتظما، مع وجود تسارع بسيط، فأجرى الطبيب تحليل شامل للدم، وأنزيمات القلب ليتعرف على سبب تسارع النبضات، والنتيجة سليمة -بفضل الله-، ما عدا هيموجلوبين الدم كان منخفضا وهو السبب.
عندما علمت بأن السبب فقر الدم شعرت بالراحة كثيرا، وأعطاني الطبيب كبسولات الحديد، وعدت إلى البيت، فطلبت أمي أن أتناول وجبة كاملة لأن فقر الدم يسبب السكتة القلبية، ومن هنا بدأت معاناتي من الكلمة التي قالتها أمي، في نفس اليوم استيقظت من النوم وأنا أرتعد ولا أستطيع التنفس، كأن شيئا يقول لي ستموتين الآن، ذهبت للطوارئ مرة أخرى وأكد الطبيب بأن ما أعانيه بسبب الخوف، ونتائج التحاليل سليمة.
حاولت نسيان ما حصل، ولكنني دخلت في مرحلة جديدة من الخوف الشديد والتوتر الدائم، وتخيلت ملك الموت، وبكيت بشدة، كنت أنام ثلاث ساعات فقط، فقدت شهيتي بالطعام، وكنت أتخيل أن أبي ميت، وأختي الصغيرة ستموت، استيقظت من نومي ورأيتها فبكيت بشده لأنني اعتقدت أن اليوم هو آخر يوم أراها فيه، لا أستطيع الجلوس مع عائلتي لأنني أتخيلهم أموات وأبكي أمامهم بحرقه بسبب خيالي.
تطورت حالتي وصرت أشعر بالنغزات في كل جسمي، نغزات في صدري وكأن شيئا يعصره، أشعر بهبات باردة في رأسي وكأنها قطرات ماء، ذهبت إلى الطبيب النفسي وقال بأن ما أعانيه وسواس قهري وقلق المخاوف، لم يكتب أي أدوية لأنه يتعامل بالجلسات فقط، تحسنت قليلا بعد ذهابي له، ثلاثة شهور وأنا في تحسن -بفضل الله-، لكنني اليوم أصبحت أتوهم الأمراض الخطيرة، صرت أوسوس بإصابتي بأمراض الرأس وكسر الجمجمة والنزيف، لا أحب أن يلمس أحد رأسي، أغضب كثيرا لأنني أخاف من النزيف.
عندما تلعب أختي الصغيرة فإنها تضربني على بطني ضربات خفيفة، لكنني أغضب وأقوم بضربها لأنني أظن بأن الضرب يسبب النزيف، أنتظر يوما كاملا وأنا في حالة حزن؛ لأنه لو كان نزيفا فستظهر الأعراض فأكون في حالة ترقب لما سيحدث لي، وإن لم يحدث شيء أشعر براحة وسعادة، وهذا هو حالي كلما لمس أحدهم رأسي أو بطني.
صارت تأتيني ضربات غريبة في قلبي ليست خفقانا لأنني أعرفه جيدا، هي ضربة قوية في منتصف الصدر أشعر بعدها وكأن قلبي توقف، أخاف منها كثيرا، ويأتيني بعدها ألم في صدري، أجريت تخطيط القلب ثلاث مرات، جميع الأطباء يقولون أن قلبي سليم، وقال أحد الأطباء بأنني كبرت الموضوع كثيرا، وطبيب آخر يقول هذه حالة نفسية.
أجريت تحليلا شاملا وكان سليما، وارتفع الهيموجلوبين -بفضل الله- ولكن فيتامين (د) منخفض، تعبت من هذه الأعراض، حياتي انقلبت تعيسة، كنت شخصية مرحة ’حب الضحك والاهتمام بمظهري، ولكنني كنت بعيدة عن الله ومتهاونة بالصلاة، وأسمع الأغاني، أما الآن فقد تبت والتزمت بالصلاة وتركت الأغاني، ولكن وجهي حزين ولا أحس بطعم الحياة، أعيش حالة الترقب ولا أهتم بمظهري، ويوميا يأتيني الصداع، وأخاف من الفرح، كأنني تبدلت إلى فتاة أخرى.
أتمنى منكم نصيحة تساعدني في تخطي ما أمر به، وشكرا لكم.