السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على كل الجهود التي تبذلونها بهذا الموقع، أسأل الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة ملتزمة ذات خلق ودين، جميلة ومتعلمة، محبوبة من الجميع، وأعمل كذلك، وبعمر ٣٧ عاماً، ولم أتزوج بعد، لحكمة أرادها الله، والحمد لله أولاً وآخراً.
هل أقبل بالزواج من متزوج؟ أعرف أني بعمر لا يتيح لي كثيراً من الخيارات، وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، لكني نفسياً أرفض فكرة الزواج من متزوج، بسبب غيرتي الشديدة، والتي قد تدمر حياتي الزوجية مستقبلاً، وقد كانت لي تجربة، إذ خطبت منذ سنوات لمتزوج، ولم نكمل لأسباب معينة، ولا أستطيع نسيان تلك المشاعر التي كنت أحملها لزوجته، وغيرتي الشديدة منها.
منذ فترة تقدم لي شخص متزوج، ولم أستطع تقبل الفكرة، لكني تذكرت حديث (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فلم أرفض خوفاً من الله، وقبلت مبدئياً بالفكرة، لكني ضللت أدعو الله أن لا يتم الموضوع لأي سبب من الأسباب، غير رفضي، وبالفعل لم يتم الموضوع.
الله وحده يعلم أن سبب عدم قبولي الزواج بمتزوج خارج عن إرادتي، ولا أستطيع تحمل مشاعر الغيرة والكراهية التي سأكنها للزوجة الأولى، ولا أستطيع أن أعيش في أجواء مليئة بالقلق والتوتر، أو مكايدات النساء، ولا أستطيع تخيل أن يكون لزوجي امرأة غيري.
عندما أوازن بين الأمرين، أفكر أن أضل بدون زواج مرتاحة البال خير من حياة زوجية كهذه، لكن شعور الوحدة والحاجة لشريك حياة يعفني عن الحرام يجعلني أدعو الله أن يهبني قلباً غير قلبي هذا يتسع للزواج بمتزوج.
استشارتي أوجهها للاختصاصيين النفسيين، فهل يمكن أن تتغير مشاعري هذه إذا تزوجت بمتزوج؟ أعتقد أن تجربتي مع خطيبي السابق أثرت بي كثيراً، بالإضافة إلى طبعي الغيور.
هل سيعاقبني الله عز وجل عندما أرفض الزواج بمتزوج، إذا شعرت أن هذا الأمر فوق طاقتي؟
أسألكم الدعاء، شرح الله صدوركم، وسدد خطاكم، وجزاكم عنا خير الجزاء.