السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 19 سنة, منذ فترة عانيت من صعوبة النوم الشديدة، حيث إني أبقى يومين متواصلين من دون النوم, فاتحت أهلي بالموضوع أكثر من مرة، وقالوا: إن هذه مجرد وساوس وأفكار، فكلنا يستطيع النوم، وأنت توسوسين، وتريدين أخذ الحبوب المهدئة!

غضبت غضباً شديداً منهم، لأنهم لم يصدقوني، وارتكبت خطأً فقمت بأخذ حبوب (البندول نايت) يومياً أتناول حبتين، ولا أستطع تركها، وإن حاولت تركها ليوم واحد أشعر بأنه سيجن جنوني، ولا أستطيع النوم أبداً مهما حاولت!

حاولت أن أجد البدائل ولكن مع ذلك أرجع لها، فأدمنتها، فأنا آخذها لمدة 5 شهور، وأريد تركها، وأن أنام مثل الناس الطبيعيين، وأريد الذهاب إلى دكتور نفسي، لأنسحب من هذا الدواء، لكنني لا أستطيع مفاتحة أهلي بالموضوع، لأن علمهم بذلك سيسبب مشاكل كبيرة جداً.

أنا خائفة، فماذا أفعل؟ أرجوكم أنقذوني، لأني كل يوم أشعر بالحزن والاكتئاب، والغضب الشديد والعنف مع الآخرين، والتعب الشديد والخمول، مما يؤثر على حياتي، وهذا شيء لا أستطيع التحكم فيه، ولا أستطيع أن أخبر أحداً بذلك أبداً، ولا أعرف ماذا أفعل!

أرجوكم ساعدوني، بارك الله فيكم، فأنا مستعدة أن أنسحب من هذا الدواء بنفسي، لكني لا أعرف كيف ذلك؟ وأخشى أن أفعلها بالطريقة الخاطئة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت في هذا السن الصغيرة أو سن المراهقة تكون هناك كثير من الصراعات النفسية، والقلق والتوتر، وبالذات في العلاقة مع الآخر.

في هذا السن البنات والأولاد يكون لهم الاهتمام الكثير بالعلاقة مع الآخر، والآخر إما صديقة معك، وقد تهتمين جداً بالعلاقة ومقدار التواصل مع الأصدقاء والأقران في هذه السن، وأي خلل في هذا الشأن يؤدي إلى الضيق والتوتر، وقد تكونين أنت من الناس الحساسة، ولذلك تأخذين مشاكل اليوم معك إلى الفراش.

تحتاجين على الأقل في هذا السن إلى نوم 8 ساعات ليلاً، وعدم النوم يؤكد أن هناك مشكلة ما يجب حلها، والحل ليس بالضرورة أن يكون بأخذ أدوية للنوم.

الحل: أول شيء بتنظيم النوم نفسه، عليك بأن تختاري وقتاً معيناً في الليل لتنامي فيه، أطفئي الأنوار جيداً، حاولي أن لا تأخذي معك مشاكل اليوم إلى الفراش، اشربي كوباً من الحليب الدافئ، لا تأكلي أكلة دسمة بالليل، توقفي عن شرب أي قهوة أو شاي بعد الخامسة مساء، توقفي عن ممارسة رياضات عنيفة بالليل إذا كنت تفعلين ذلك.

إذا لم تستطيعي النوم خلال نصف ساعة؛ فيجب أن لا تتقلبي في الفراش، وانهضي مرة أخرى وحاولي الاستماع إلى قرآن أو نشيد هادئة، أو مشاهدة برنامج تليفزيوني تفضلينه، وكل هذه الأشياء تساعد على الاسترخاء ثم العودة إلى النوم مرة أخرى.

أما بخصوص حبوب البنادول نايت؛ فلا تسبب الإدمان، هي عبارة عن بنادول وأنتستامين، والانتستامين يؤدي إلى النوم والنعاس كأثر جانبي لهذا الدواء، ولكن ليس من الأدوية التي تسبب الإدمان، فأنت لم تدمني عليها، ولكن مشكلتك أنك نمت بها فصار هناك تعلق بها، ولكنها لا تسبب الإدمان يا ابنتي العزيزة.

أنا متأكد من هذا، ويمكنك الخفض من حبتين إلى حبة مع اتباع هذه التعليمات التي ذكرتها لك، وبعد أن يستقر النوم اجعلي الحبة نصف حبة، ثم توقفي عنها وضعيها بجانبك عند اللزوم، أي كونها موجودة عندك، وأنك سوف تلجئين إليها هذا سوف يزيل الخوف من عدم النوم والرهاب، وإن شاء الله تعودين وتنامين بسهولة ويسر.

الذي أحب أن أحذرك منه عدم النوم بالنهار مهما كان، هناك صعوبة في النوم بالليل فلا تنامي بالنهار، لأن نوم النهار يؤدي إلى الأرق ليلاً، وهكذا تكون المشكلة مستمرة، وأسأل الله أن يجعل أهلك يتفهمون وضعك، لأن هذا يزيل القلق والتوتر عنك، ويساعدك أيضاً في الاسترخاء وفي تنظيم النوم، ولا أرى أنك تحتاجين لأكثر من ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.