الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل بثلاثة توائم وعنق الرحم مفتوح، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الاستشاري الموثوق فيه، وأتمنى له الاستمرارية ودوام التقدم.

في البداية لدي بنتين، وأسقطت مرتين في بداية الحمل (خلال الحمولات)ولم أحتج إلى تنظيفات، وولدت ولادة طبيعية في المرتين.

الآن هذا حملي الخامس وبثلاث توائم عن طريق المنشطات، اثنين في كيس واحد بمشيمة واحدة، ولكل منهما كيس الأمنيوسي، والثالث بكيس حمل منفصل، ومشيمة منفصلة، ولا يعاني من أي مشاكل، أما بالنسبة لتوئم المتطابق في الأسبوع (15) أخبرني الطبيب بأن أحدهم لديه كيس أكبر من الآخر، ولكن بسيط جدا، وقال: لربما أنه طبيعي لأن قياساتهم متقاربة ولا يوجد مشاكل، وذهبت أيضا في الأسبوع 18، وأخبرني بنفس الكلام، وأن الأمور مستقرة ولا يوجد ما يقلق ولكن قال أنه سيعتبر أن لديهم (ttts stage1) من باب الحيطة، ولكن بعد أسبوع أي (19) كان لدي موعدا عند طبيب فحص الأعضاء، وأنهم بالمرحلة الثالثة، ولدى أحدهم مثانة أكبر من الآخر، ومياه حوله أكثر بكثير من الآخر، وأن الآخر لديه نقصا بالمياه، وأنهم يحتاجون إلى عملية ليزر، ولكن الطبيب رفض بسبب أن مشيمة الجنين المنفصل متقدمة، ولا يستطيع عملها، وطلبوا أن أقوم بقطع الحبل السري لأحد منهم لإنقاذ الآخر، ولكني رفضت؛ لأنني أجده حراماً، قمت في الأسبوع (23) بشفط مياه الجنين الزائدة حوالي 3 لتر ونصف، وفحصوني داخليا ووجدوا أن عنق الرحم مفتوح كله، وانفصال جزئي بالمشيمة، وأعطوني إبرة تثبيت، ولكن للآن كل شيء طبيعي لدى التوأم سوى(ttts) وأوزانهم (500 و570) غرام، أما المنفرد (550)غرام.

والآن أنا في الأسبوع (24) وأخذت البارحة إبرة الرئة (12) ملغم، وبينهم 12ساعة فقط، وأنا حاليا في المنزل مستلقية على ظهري، ولا أعلم ما هي التطورات التي ستحدث للتوأم إذا طال الحمل لمدة شهر مثلا؟ وهل تنصحوني بأخذ التحاميل البروجسترون 400 ملغم مرتين؟ يوميا وهل أخذها مهبليا أم شرجيا أم بأخذ تحاميل بقوة 100 ملغم؟ (مع العلم أنني آخذ إبرة التثبيت الأسبوعية)، وما هي نصائحكم لي جزاكم الله خيرا؟ لأن السبل قد ضاقت بي، ولكن أملي بالله كبير، وآسفة جدا على الإطالة، مع العلم أن موعد آخر دورة 23 -10-2017.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله أن يوفقنا دائما إلى ما يحب ويرضى, وندعوه عز وجل أن يحفظ لك طفلتيك الجميلتين، ويحفظ لك حملك هذا, إنه جل وعلا قريب مجيب.

إن الحمل المتعدد يعتبر من الحمول العالية الخطورة, ويجب متابعته بشكل جيد وبشكل متواتر, ذلك أن نسبة حدوث الاختلاطات فيه هي نسبة أعلى من الحمل المفرد, ومن هذه الاختلاطات هو ما حدث عندك من متلازمة نسميها (النشط الدموي بين التوأم) ،ففي مثل هذه الحالة تحدث اتصالات وتفاغرات غير طبيعية بين أوعية المشيمة التي تغذي الجنين، وأوعية المشيمة التي تغذي الجنين الثاني؛ فينتج عن ذلك ضخ كمية غير متساوية من الدم إلى الجنينين, فأحد الأجنة يحصل على كمية قليلة من الدم لا تكفي حاجته, وهذا ما يؤدي إلى نقص نموه وقلة السائل الأمنيوسي حوله وفقر دم وغير ذلك, بينما الجنين الثاني يحصل على كمية كبيرة من الدم تفوق حاجته, مما يؤدي أيضا إلى اختلاطات عنده كالوذمة (احتباس السوائل في الجسم) وزيادة السائل الأمنيوسي حوله, وحدوث عبء كبير على وظيفة القلب وغير ذلك.

وبالطبع لهذه المتلازمة درجات, وإنذار الحالة يعتمد على درجتها وعلى المرحلة التي حدثت فيها في الحمل, فكلما كانت الدرجة أعلى وكلما كان الحدوث مبكرا, كلما زاد احتمال حدوث الاختلاطات.

بالنسبة لسؤالك الأول: بكل وضوح أقول لك -يا ابنتي-: لا نعلم كيف سيتطور الحمل عندك, ومن غير الممكن التنبؤ ماذا سيحدث للأجنة، ولكن ولأنك في الأسبوع ال 23 فما يجب عمله هو الاستمرار في المراقبة، وسحب السائل من حول الجنين الثاني الذي لديه زيادة فيه كلما وصل إلى حد معين, وذلك لتخفيف العبء عن قلب هذا الجنين، وبنفس الوقت لتحسين ضخ الدم إلى الجنين الأول, ومع الاستمرار في الراحة المطلقة وتناول المثبتات إلى أن تصل الأجنة إلى مرحلة قابلة للحياة خارج الرحم, وهو عمر ال28 أسبوع, ثم يجب تقييم الحالة بشكل دقيق، وغالبا ما يتم التوليد في هذه المرحلة إذا كانت المتلازمة تزداد شدة, نسبة نجاح العلاج بالطريقة هذه يختلف حسب المراكز وهو بين 40-70٪.

في حال حدث أي شيء طارئ -لا قدر الله- كالنزف أو نزول السائل الأمنيوسي أو غير ذلك فهنا سيتم التوليد فورا, ولا يتم الانتظار.

وبالنسبة للمثبتات فبإمكانك تناولها عن طريق الشرج فهذا أفضل في مثل حالتك, لتفادي حدوث أي التهاب, ويمكنك تناول عيار 400 ملغ كنوع من الاحتياط، والأخذ بالأسباب بالطبع، هذا إلى جانب أخذ الإبرة, ولا تقلقي من كثرة تناول البروجسترون فلا ضرر من ذلك -بإذن الله تعالى-.

النصيحة الأساسية التي أقدمها لك هي الالتزام بالراحة المطلقة, وتفادي الجماع كليا, والتغذية الجيدة مع التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين والكالسيوم والحديد, وأرى بأنه من الأفضل أن يتم إدخالك المستشفى من الآن, لعمل مراقبة مستمرة للحمل؛ ولأن الولادة أو حدوث الاختلاطات في مثل هذه الحالات, لا يمكن التنبؤ بموعد حدوثها, وكون الأجنة عندك ما يزالون بحجم صغير وسيحتاجون إدخال إلى وحدة الخداج بكل تأكيد, فإن فرصتهم في الحياة ستكون أعلى -بإذن الله تعالى-, عندما تكوني في المستشفى.

أعلم بأن الدخول إلى المستشفى من الآن قد يكون صعبا عليك, لكن هذا هو القرار الصحيح لمصلحتك ومصلحة الأجنة.

أسأل الله -عز وجل-, أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً