السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أرجو أن تأخذوا استشارتي بعين الاعتبار، فأنا في أمس الحاجة لمساعدتكم، أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة، في دراستي كنت دائما من الأوائل -والحمد لله-، حتى بعد دخولي الجامعة كنت الأولى في دفعتي التي يتجاوز عددها 150 طالبا على مدى 3 سنوات، وهذا راجع إلى المجهود الذي كنت أبذله بعد فضل الله تعالى.
درست الهندسة وتخرجت منذ 5 سنوات -ولله الحمد-، لا أعلم من أين أستطيع البدء، ولكن في نهاية العام الدراسي الثاني من سلك الهندسة (2012) أصبت باكتئاب حاد، أظن أن البداية كانت في بذلي لمجهود كبير في ذلك العام لأكون من الأوائل، حيث إنني لم أتقبل عدم تفوقي في العام الأول بالرغم من الظروف الصعبة التي واجهتها بعد انتقالي لمدينة بعيدة، واضطراري الاعتماد على نفسي في كل صغيرة وكبيرة في ظل غياب الأسرة.
وفعلا بعد المجهودات التي بذلتها انتقلت من المركز ما قبل الأخير إلى المركز الثاني، لكن بدأت أصاب بأعراض كالرغبة في البكاء المتواصل، وإحساسي بحزن غير مبرر، وما لبثت أن أكملت وعدت لمنزلي حتى اتصلوا بي للرجوع من أجل بدء التدريب الذي نقوم به في الشركة كل صيف، هناك أصبت بعدم توازن نفسي رهيب، وبكاء مستمر، ورغبة شديدة في عدم الذهاب، وما زاد الأمور سوءا هي الصعوبات التي واجهتها في إنجاز ما طلب مني هناك، وتقديم ذلك في فترة وجيزة فأصبت بنوبات هلع شديدة، وثقل شديد في صدري لا يفارقني وعدم القدرة على النوم والإنجاز ما اضطرني للانسحاب.
هناك بدأ عذابي مع الاكتئاب؛ حيث أصبحت عاجزة نفسيا وجسديا إلى درجة عدم القدرة حتى على ارتداء ملابسي، كنت أتعذب كثيرا لدرجة اعتبار الموت كخلاص وحيد، فكنت أدعو أن أموت شهيدة وأرتاح، في تلك الفترة اقتنعت كليا أنني أفتقر للكثير وأنني غير مؤهلة لأكون مهندسة.
بدأت العلاج مع طبيب نفسي، فلم أجد أي تحسن مع الدواء، ثم بدأت مع طبيب آخر، نصحني بأخذ seroplex 20mg مع alpraz فأصبت بتحسن وأكملت العلاج حتى شفيت، لكن بعد خمس سنوات انتكست مرة أخرى بفعل عدة ظروف مررت بها، ومن بينها عدم حصولي على عمل، فعدت للعلاج seroplex 10mg مع alpraz، والحمد لله تحسنت، لكن على الرغم أنني لا أعاني من الاكتئاب الآن، إلا أنني انتقلت إلى خوف وقلق شديدين.
تأتيني أفكار أني غير كفؤة، أفتقر للكثير، ضعيفة الشخصية، ولا أستطيع أن أزاول هذه المهنة، هذه الأفكار لا تفارقني، أستيقظ صباحا فإذا بي أحس بالخوف الشديد، والثقل في صدري، أحس بالعجز على تثقيف نفسي، فألجأ إلى النوم كوسيلة للهروب، كما أن الخوف يمنعني الآن من البحث عن العمل لعدم ثقتي في نفسي، فكرت في الرجوع إلى الطبيب لكني أحس أن ذلك الدواء يفيدني في الاكتئاب وحسب، وليس في حالتي الآن.
كما أن علاجي به لمرتين أفقده الفاعلية، فكأنما جسمي تعود عليه، فلم يعد ينفعني فماذا أفعل الآن؟
أرجوكم انصحوني، والمعذرة على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.