السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله عظيم الأجر على جهودكم الطيبة، أحببت أن أستشيركم حتى أجد نصيحتكم التي دائماً ما تفيدني، فلكم الشكر الجزيل.
ولد عمتي تزوج منذ ست سنوات، ولكن زوجته غير قادرة على الإنجاب وذلك بشهادة أطباء كثر، والآن بعد كل هذا الصبر أصبحت زوجته تصر على الطلاق، وزوجها أصبح مقتنعا بما تريده؛ لأن حلمه الوحيد هو الحصول على الذرية الطيبة.
ولكن مشكلته أنه لا يستطيع تطليقها، والسبب الأول هو الخوف من تفريق شمل العائلتين؛ إذ أن زوجته هي ابنة عمه الذي يعتبره والده، وبتطليقها سيسود الخصام بين عائلته وعائلتها، والسبب الثاني هو خوفه من عدم موافقة خاله في تزويجه ابنته التي يرغب الزواج بها، إذ ربما يفكر خاله بأنه بتطليقها لم يحترم زوجته وأخلاقها الطيبة، والسبب الثالث هو كرهه لكلام الناس الذي لا يرحم والذين يطلقون كلاماً لا معنى له من غير أن يعرفوا سبب تطليقه لزوجته، إضافة لهذا لا أحد من عائلته يسانده في معاناته إلا أخاه الذي يكبره والذي يفهم حقيقة ما يعانيه، وقد حدثه بمشكلته وتفاهم أخوه معه وقال له عندما تكون مستعدا أخبرني حتى أساعدك، ولكن ابن عمتي تحاصره المخاوف ولا يستطيع فعل شيء حيال أمره.
ما نقلته لكم الآن من أسباب هو ما ذكرها لي ابن عمتي، وهناك أيضاً الكثير من المخاوف والمشاكل التي تحاصره وتؤخره عن أمر الطلاق، حالته المادية لا تسمح له أبداً بتحمل زوجتين حيث إن عمله ذو راتب ثابت لا يتغير أبداً، كما أن زوجته لا ترغب بالبقاء معه، وذلك لعدم الانسجام مع بعضهما رغم السنوات الطويلة التي قضياها مع بعضهما، وهي لا تطلب الطلاق لغير سبب إنما تطلبه لأنها غير قادرة على الإنجاب وتريد لزوجها الحياة السعيدة، ومن جانب آخر لا تستطيع البقاء مع زوجها إن تزوج، وهي تعلم تماماً عدم قدرته في تحمل مصاريف زوجتين.
دائماً أنصحه بأن يسرع بالموضوع إذ أن إمساكه لزوجته يسبب له الكثير من الهموم التي تكدّر عيشه، وتحرمه السعادة التي يتمناها كما تسبب الهموم أيضاً لزوجته، لا أعرف كيف أقنعه بترك مخاوفه والتوكل على الله والخوض في الأمر الذي يخشاه وهو مصارحة الأهل برغبته بالطلاق؟ أرجو مساعدتي بأفكار وخطوات تمكنني من إقناعه، ماذا أقول له كي يتشجّع ويهمّ بالأمر؟
إنه رجل صالح وتقي وأكثر أوقاته في المسجد يدعو الله عز وجل أن يفرج همه فليس بعد العسر إلا اليسر من الله تعالى، أرغب في مساعدته إذ أنني أعتبره كابني، وأود حقاً تقديم العون، علماً بأنني لا أستطيع التدخل بالفعل ولا حتى أن أكلم أحداً بموضوعه، وذلك لخلافات عائلية، أريد أن أقدم له معونتي حتى وإن كانت بالكلمات والنصائح، أطلب استشارتكم الكريمة وإن شاء الله تفيدونا ونفيد غيرنا.
ولكم خالص الاحترام والتقدير.