السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على موقعكم الرائع وجهودكم البارزة، فهو مرجعي الأول.
سؤالي: أنا كنت بنتا وحيدة مع أولاد، وكنت أعاني من الوحدة، فاعتدت أن أحدث نفسي وأتخيل أفرادا أتكلم معهم، وربما أحداثا، وكبرت وقدر الله أن أبقى وحيدة في معظم فترات حياتي، وأنا لا أفضل الخلطة إلا التي تعود علي بالنفع، فلذلك صديقاتي قليلات.
الآن لا أستطيع التخلص من حديث النفس هذا، أنا أشغل وقتي بالعلم النافع والتعليم، لكن يبقى وقت أقضيه وحدي، فإذا مثلا تعرضت لموقف ضايقني أظل أفكر فيه وأتخيل أنني أحاور أو أغير الأحداث مما يجعلني لا أتخطى الموقف بسهولة؛ لأني أظل أحدث نفسي به ولا أستطيع التحكم في عقلي.
الأمر الآخر وهو الأهم: أنني اعتدت تخيل أحد معي في كل مكان، فإذا قمت أصلي أتخيل أحدا يصلي معي، وإذا قرأت القرآن أتخيل أحدا يستمع لي، وهذا يصيبني بوسواس الرياء والعجب، رغم أني أحرص على عدم إظهار أعمالي في الحقيقة، لكن وأنا وحدي أجد هذه المشكلة، أيضا أفقد تركيزي في الآيات والأذكار بسرعة؛ لأن عقلي الباطن يسبقني ولا يعطيني وقتا كافيا للتدبر.
أنا الحمد لله ظروفي طيبة، ولا أعاني من شعور بنقص لعدم زواجي، فالأمر عندي ليس أساسيا، لكن ابتليت في أهلي وإخواني بابتلاءات شديدة، وكنت متعلقة بهم جدا فتأثر عقلي.
أشعر أن تركيزي ضعيف، رغم أن تحصيلي الدراسي مازال ممتازا -بفضل الله- ومتميزة عمن حولي، لكن أشعر أن عقلي الباطن هو الذي يحفظ ويسترجع، وعقلي الحاضر في ذهول وضعيف التركيز.
أرجو أن أكون استطعت توضيح حالتي.
أريد علاجا لها حتى أتلذذ بالعبادة والقرب من الله، وأتخلص من وسواس النية، وأيضا حتى أنسى آلامي، فمؤخرا أصابني أذى شديد من أناس كنت أتأمل فيهم خيرا وصلاحا، وعانيت من عدم قدرتي تجاوز الأزمة بسبب حديث النفس وتخيل الأحداث.
أحياناً أشعر أنني بحاجة لعلاج نفسي، لكن أنا الحمد لله قريبة من ربي، وعقلي ناضج، وأحل مشاكل الآخرين، وتجاوزت أزمات كثيرة في حياتي، لكن ربما كبرت، وربما استهلكني الزمن والمسئوليات والابتلاءات!
جزاكم الله خيراً.