الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يسبب لي ضغوطاً نفسية، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب نشأت في جو من المشاكل والمحاكم بين أمي وأبي، حاليًا أنا أعيش مع أمي، لكن أبي يسبب لي العديد من الضغوطات النفسية، كنا نأخذ منه نفقة، وانقطعت منذ خمس سنوات عند بلوغي سن الرشد.

لكن هو لا يدعني وشأني، ويدعي أن أمي ما زالت ترفع عليه قضايا في هذا الشأن، وهو غير مقتنع بأننا قد قطعنا علاقتنا به، ويشعر بأننا نحاول أن نأخذ منه أي شيء، مع أننا لم نفكر في ذلك، وفي كل مرة يهددنا بأنه سيتهور، وأنا لا أعرف ماذا أفعل معه! وفي نفس الوقت أخاف على أمي.

أصبحت أخاف من كل شيء، أخاف إذا صرخ أحدهم على أحد بجانبي، أصبحت أخاف من المشاكل، وضربات قلبي تتسارع جدًا، أشعر أنه قد يحدث لي شيء، لا أعرف كيف أتعامل مع والدي ومع نفسي التي أصبحت تخاف من كل شيء، علماً أن والدي يبلغ من العمر 65 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

والدك يبقى هو والدك مهما فعل، فعامله بالحسنى حتى ولو أساء إليك، أنا أعرف أن هناك خلافاً شديداً بينه وبين الوالدة، هذا الخلاف جر إلى المحاكم، ولكن مع برك بوالدتك لا تكن طرفًا في هذا الخلاف، فمهما قال لك والدك استمع إليه وعامله بالحسنى ولا تسمعه أي شيء، فلتكن واسطة بين والدك وبين والدتك حتى ولو لم تؤد إلى رجوع الأمور كما كانت في السابق، فلعلك تفلح في تهدئة الوضع -يا أخي الكريم-، وعدم تصعيد المشاكل، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى طبعًا المشاكل الكثيرة هي التي سببت لك بعض هذه الضغوطات النفسية، ومنها زيادة ضربات القلب والخوف، هذا -يا أخي- نتيجة الضغوط النفسية التي تعاني منها.

أنا لا أرى أنك تحتاج إلى أدوية أو أي علاج من هذا القبيل، كل ما تحتاج إليه أن تتحدث مع شخص عن هذه المشاكل، وهذا الشخص يقوم بإرشادك بصورة مستمرة وتنويرك، وإذا لم تجد شخصًا عزيزًا أو صديقًا، فيمكنك الاستعانة بمعالج نفسي؛ لعمل جلسات ما يعرف بالإرشاد النفسي، وهي الاستماع إليك في المقام الأول، وتقديم النصح والمشورة لك، لا أكثر من ذلك -يا أخي الكريم-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً