الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة الدي...ما هي حدود مسؤوليتي كوني الابن الأكبر؟

السؤال

السلام عليكم

بعد وفاة الأب ما هي الحدود والمسؤوليات على الابن الأكبر؟ وهل له سلطة معينة على أمه؟ كأن تستأذن منه، أو تأخذ برأيه؟ وهل يكون رأيه استشارياً فقط أم يكون ملزمًا لها ولباقي إخوانه وأخواته؟

مع العلم أن الأم تفرق بين أفراد الأسرة، وتفضل بعضهم على بعض، وتأخذ من مالي وتعطيهم بدون علمي، وأنا الأخ الأكبر في الأسرة، والله شاهد أني لم أقصر معهم أبدًا، والكل يعلم ذلك.

وقد دبت الخلافات في الأسرة بسبب تصرفات الأم -هداها الله-.

أرجو التوجيه، كيف الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله أن يرحم والدك وأمواتنا وأموات المسلمين، وأن يعيننا جميعًا على البر والوفاء، وأن يُصلح الرجال والنساء، وأن يعينك على القيام بواجباتك تجاه الأسر، ونبشرك بالأجر العظيم، واعقد نيَّة كافل اليتيم فأنت من سيقوم على إخوانه وأخواته، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا يخفى عليك أن حق الأم عظيم، وأن الصبر عليها مطلبٌ شرعي، ونسأل الله أن يعيننا على العدل، وأن يعينك على برّها، والمبالغة في الإحسان لها ولإخوانك وأخواتك.

طاعة الوالدة واجبة في كل ما فيه طاعة لله، والنصح لها بلطف وأدب لون من البر بها، ولكن إذا غضبت من كلامك فعليك أن تتوقف عن مجادلتها أو رفع الصوت معها، واختر الأساليب المناسبة لإقناعها، وحاول أن تقيم العدل بين إخوانك وأخواتك، واجعل المسافة بينك وبينهم متساوية، وكن لهم مكان الأب، وأنت أهل لذلك، وهذا السؤال يدل على ذلك.

لا نستطيع أن نقول (لك سلطة على الأم) ولكن لكلٍّ دور في التوجيه والنصح والقيام على الأسرة، مع ضرورة أن يكون كل ذلك في منتهى اللطف والحكمة في كل الأحوال، خاصّة إذا كان الموقف مع الوالدة، واستمر في التواصل مع موقعك حتى نضع معك النقاط على الحروف، ولن يخيب من يجعل الشرع عنواناً له وطريقاً ومنهاجاً.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يعينك على القيام بواجباتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، والطاعة لرب العباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً