الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي من أبي لا تحترم أمي .. فكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً.

أنا شاب أعيش في أسرة تكثر فيها الخلافات، بسبب أن والدي كان متزوجاً امرأة، وقد أنجب منها بنتين، وهن يعشن معنا، ومع أمي التي هي زوجته الثانية، ومن يومها تكثر الخلافات بين أختاي وأمي بسبب أعمال البيت وغيرها، وأبي ضعيف الشخصية، دوره غير مؤثر أبداً في البيت، وهذا على ما أظن سبب كل المشاكل، وبسبب هذه المشاكل ضربت أخواتي البنات أكثر من مرة لقلة أدبهن مع أمي.

أنا -الحمد لله- التزمت الآن، ولا أريد أن أحل المشاكل معهن بعنف، ولكن أختي تكلم أمي بأسلوب سيئ للغاية، وأنا أجد نفسي غير قادر أن أتحمل هذا الأسلوب، وتكاد تنفلت أعصابي عليها بسبب قلة أدبها مع أمي، علماً أن أمي أحياناً تكون مخطئة، وأحياناً أختي من تكون المخطئة.

أفيدوني، ماذا أفعل في هذا الوضع المؤرق جداً؟ أريد حلاً يرضي الله؛ لأني أحياناً لا أتحمل أن أرى أمي تُعامل بهذه الطريقة السيئة، علماً بأني عندما أغضب لا أستطيع أن أسيطر على أعصابي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم-، ونسأل الله يصلح حال أسرتكم الكريمة، ولا شك أن البيت يحصل فيه بعض الخطأ من قبل البنت مع الآخرين، ولا بد أن يعالج الأمر بما يؤدي إلى تصحيح هذا الخطأ، ومما أدلك عليه:

ينبغي أن يكون البيت قائماً على طاعة الله والمحافظة على الصلاة؛ فإن العبادات تؤثر في تزكية النفس وإصلاح الأخلاق، وقبل أن تنكر على أختك ما يحصل منها انظر في حال تدينها.

من جانب آخر ينبغي أن تنصح أختك وتعلمها أن تكون حسنة الأخلاق مع أمك؛ لأنها في مقام الوالدة.

لا بد أن تترفق في نصح أختك باستمرار، ولعلك أدركت ذلك، فالشدة لا تجدي نفعاً، وعليك أن تدعو الله لأخواتك بالصلاح، فهما بعيدات عن أمهما، ولعل هذا أثر على نفسيتهما.

اضبط أعصابك، وإذا بدأت تشعر بنوبات الغضب؛ فحاول قطع هذه النوبات قبل تمكنها منك، وذلك بالخروج مثلاً من مكانك والانتقال لمكان آخر، وقبله الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتذكر دائماً أن استخدامك للعنف مع أختيك قد يطور المشكلة ولا يحلها، فتحبب إلى أختيك، وبين لهما قيمة احترام الآخرين، خاصة إذا كانوا أكبر منا، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) وفي بعض الروايات: (ويوقر كبيرنا)، وبين لهما قيمة الصبر خاصة داخل البيت وأثر ذلك على هدوء البيت واستقراره وسعادته، والكبير قد يتصرف تصرفات يراها مقبولة من جهة نظره فعلينا أن نتفهم هذه النقطة، ونصبر على التعامل معه.
وفي المقابل أيضاً يمكن الجلوس مع أمك في وقتك هدوئها، والكلام معها بأسلوب حسن عن هاتين البنتين، بأن تشعرهما بالحنان والعطف، وتعوضهما عن والدتهما، فهي بذلك ستجني الأجر من الله والذكر الحسن.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً