السؤال
كيف أدعو من هو غير مسلم، خاصة إذا كان من أقاربي، حيث إن عمي يعيش في أسبانيا ومتزوج من أسبانية كاثوليكية، وابنه وابنته ليستا على ديانة واحدة؟!
كيف أدعو من هو غير مسلم، خاصة إذا كان من أقاربي، حيث إن عمي يعيش في أسبانيا ومتزوج من أسبانية كاثوليكية، وابنه وابنته ليستا على ديانة واحدة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ عزيزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يرزقنا الهدى، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى.
فشكر الله لك هذه الرغبة في هداية أقاربك، وليت فتياتنا وشبابنا يفكرون بهذه الطريقة، ويشعرون بمسؤوليتهم في إبلاغ الإسلام والدعوة إليه.
ولا شك أن نصر الإسلام ونشره يقع على عاتق كل منتسب لهذا الدين الحنيف، وهذا الإحساس هو الذي جعل الصحابة يتركوا مكة والمدينة رغم مضاعفة الأجور فيها، ويهاجروا مجاهدين وفاتحين في مشارق الأرض ومغاربها، ولا عجب فإن الدعوة إلى الله هي أشرف المهام، وهي وظيفة الرسل الكرام، (ولأن يهدي الله على يديك رجلاً -أو امرأة- خيرٌ لك من حمر النعم)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)، وقال تعالى: (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[فصلت:33]، ولابد أن نعلم أن الأقارب هم أولى الناس بمعروفنا، ولذلك قال الله لنبيه في بدايات أمر الدعوة: (( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ))[الشعراء:214].
وأرجو أن ننبه إلى خطورة الزواج من كافرات، خاصةً إذا كان الإنسان في بيئة وبلاد الكفار؛ لأنه في هذه الحالة لا يستطيع السيطرة على أبنائه وبناته، فيخرجوا كفاراً والعياذ بالله، لكننا والحالة هذه لا نتوقف عن دعوتهم وعن تكرار المحاولات واستخدام الإقناع والترغيب والترهيب والبر والإحسان، حتى نتمكن من إدخال حب الإسلام إلى نفوسهم، ولا داعي للاستعجال في دعوتهم، مع ضرورة أن نكون إلى جوارهم، وأن نقدم لهم الإحسان والاهتمام، وأن ندعو لهم بالهداية بالليل وندعوهم إلى الله في الليل والنهار، ولا شك أن الأفضل أن تكون الدعوة فردية؛ حتى يسهل الإقناع ونتجنب الشقاق والمجادلة.
والله ولي الهداية والتوفيق.