السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أكون داعيةً للإسلام، لكنني في بلد عربي، كيف يمكنني تحقيق ذلك؟ وكيف تتم الدعوة عبر الإنترنت، وهل هي فعّالة؟
جزاكم الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أكون داعيةً للإسلام، لكنني في بلد عربي، كيف يمكنني تحقيق ذلك؟ وكيف تتم الدعوة عبر الإنترنت، وهل هي فعّالة؟
جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حياكِ الله - أختي الكريمة -، وأحيي فيكِ هذه الهمة العالية والنية الصالحة لتلتحقي -إن شاء الله تعالى- بدرب الدعوة إلى الله عز وجل، وجوابي لك كالآتي:
أولًا: لا شك ولا ريب أن فضل الدعوة إلى الإسلام عظيم، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]، لما تلا الحسن البصري -رحمه الله- هذه الآية قال: "هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، وقال إنني من المسلمين، قال هذا خليفة الله".
فهذه الآية الكريمة تدل على فضل الدعوة إلى الله تعالى، وكذلك ما جاء عن رسول الله ﷺ في قوله: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ» [رواه مسلم].
ثانيًا: الدعوة إلى الإسلام لا بد أن تكون مقرونة بالعلم والتعلم، فإن الله تعالى بين منهج الأنبياء، لاسيما رسوله محمد ﷺ، بقوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: 108].
فلا بد في الدعوة إلى الله أن يكون الداعي على بصيرة في ثلاثة أمور:
1. على بصيرة فيما يدعو إليه.
2. على بصيرة في حال المدعو.
3. على بصيرة في كيفية الدعوة؛ لأن هذا هو منهج الأنبياء والرسل وأتباعهم.
ثالثًا: اطلبي العلم الذي يؤهلك لأن تكوني داعية إلى الله تعالى بالحكمة والبينة ولو كنتِ في أي بلد، والحمد لله في هذا الزمن قد تيسرت سبل العلم، وكثرت الدروس والمحاضرات العلمية النافعة، فقط عليكِ أن تسلكي طريق طلب العلم.
ولا بأس أن تتواصلي مع العلماء أو طلبة العلم، حتى يدلوك على بدايات طلب العلم؛ لتكوني على بصيرة، وتكوني داعية إلى الله وإلى الإسلام.
ومن أسباب الدعوة أيضًا أن تكوني داعية بأخلاقك النبيلة وصفاتك الحميدة، مع تحبيب الناس إلى لإسلام بالتعامل الحسن، وإعطاءهم صورة حسنة عن الإسلام وأهله، مع الأخذ بعين الاعتبار ما قاله رسولنا محمد ﷺ عن الأخلاق بقوله: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخْلاق» [صحيح الجامع].
أمَّا عن كيفية الدعوة إلى الله تعالى عن طريق الإنترنت، فيمكن من خلال عدة طرق:
1. إنشاء مواقع أو مدونات لنشر المقالات والمواد الدعوية.
2. استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإكس وإنستغرام لنشر المحتوى الدعوي.
3. بث البرامج الدعوية والخطب عبر القنوات الفضائية على الإنترنت.
4. نشر الفيديوهات الدعوية على منصات مثل يوتيوب، وحتى مجرد إرسال النافع للآخرين يدخل في ذلك.
5. المشاركة في المنتديات والجروبات الدعوية على الإنترنت، مع مراعاة التناسب: فالمرأة مع بنات جنسها، والرجل مع أبناء جنسه من الرجال.
6. إرسال رسائل إلكترونية تحتوي على محتوى دعوي.
أمَّا فعاليتها، فالجواب نعم، لأن الوصول إلى جمهور واسع من الناس حول العالم يكون عن طريق الإنترنت، مع الحذر من الانسياق والتأثر بالأمور السلبية، لأن الإنترنت سلاح ذو حدين، يمكن استعماله في الخير أو في الشر.
وفي الختام: أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن تكوني داعية إلى الإسلام، آمين.