السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أشكركم من قلبي على هذه الخدمات الإنسانية التي تقدمونها.. مشكلتي تبدأ منذ الصغر فالتربية الخاطئة وكون الوالدين انطوائيين أصبحت انطوائيا وضعيف شخصية، ولكنني كنت سعيداً ومع الأيام تعرضت لإهانات كثيرة وتراكمت الآلام وفجأة أصابني الرهاب الاجتماعي، وانهمكت في ممارسة العادة السرية وتفاقمت المشاكل وتكونت عندي تصرفات سيئة مثل المماطلة واللامبالاة، وبعدها أصابني الاكتئاب ومن هذه النقطة، بدأت الحياة في الانحدار والانحدار.
وها أنا الآن إنسان حي من الخارج وميت من الداخل، أتمنى أن تساعدوني وتنصحوني وأنا وضعت أملي كله فيكم، أنا نفسياً أنزف ولا أحد معي في البيت يعي ويفهم، بل للأسف يستهزئ بي إخواني ويضحكون علي، بعد قراءات كثيرة وبعد تجارب ومواجهات مع الرهاب الاجتماعي، استطعت أن أتغلب على الكثير من العقبات وتخلصت من الكثير من الأحاسيس المؤلمة، لكن هناك بعض العبقات لم أستطع أن أتخلص منها ووضعت أملي فيكم لكي تنصحوني، أعاني من المماطلة فكيف ممكن أن أتخلص منها؟
المماطلة دمرتني وسببت لي الكآبة، حيث كنت أتمنى أن أحقق مجموعاً عالياً في الدراسة، لكن المماطلة دمرتني. والآن لو أدرس بأقصى قدرة لن أحقق ما كنت سأحققه لو كنت بكامل صحتي النفسية؛ لأن المدارس الثانوية هناك يعتمد على المجموع التراكمي، أنا أحس بالذنب الكبير من هذه المسألة لكن الله يعوضني!
المسألة الأخيرة وهي ما أصابني هذه المرة من أني وضعت في أحد المنتديات الأجنبية موضوعا يتحدث عن مشروع إلكتروني تم تحقيقه وكنت واثقا وذكرت اسمي لأنني كنت واثقا بأن المشروع تم تحقيقه وذكرت اسمي ودخلت معهم في حوارات وأني سوف أجلب الدليل قريباً، واتضح بعد مدة أن المسألة غير صحيحة وهنا أحسست بالذنب الكبير والإحراج من نفسي، خاصة أن هناك من صدقني ووثق بي، وأنا خذلتهم، وأيضاً الذي وثقت به إنسان طيب، لكن اتضح أنه لا يعي ويفهم ما كان يقوله، أعتقد أنه كان يبالغ، أحرجت وأنا الآن أفكر لو ذهبت إلى أمريكا لأدرس والتقيت بأحد منهم وسألوني عن المسألة؟ كيف سيكون شعوري؟ وكيف سأكون محرجا؟ إنني أتخيل أنني لو ذهبت للولايات المتحدة للدراسة أو العمل سوف يقال عني أنني كاذب، ولو سألوني لا أعرف ماذا أقول لهم؟ وخاصة أنني أحب هذا التخصص وفيه إبداع كثير وهم يعملون معارضاً ولو يوماً من الأيام، فكرت أذهب فكيف سأكون محرجاً، وأكثر شيء أني سأكون محرجا عندما أقابل الأشخاص الذين وثقوا بكلامي، وهذا الشيء جعلني أفكر بأن أتخلى عن تخصصي في المستقبل خوفاً من الإحراج.
فعلاً هذه المسألة سببت لي اكتئابا وإحراجا كبيرين، وأتمنى أن أجد حلاً للتخلص من الإحساس بالذنب، وأتمنى منكم أن تردوا في أسرع وقت لأنني لم أستطع أن أحل هذه المشاكل النفسية، وأنني واضع ثقتي كلها بكم إخواني.
والسلام عليكم.