السؤال
شيخي الفاضل! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌ عمري 19 سنة، أعيش مع أختيَّ (16 و18 سنة)، ونعيش وحدنا هنا بالغربة، وأنا مسئول عن أختيّ.
سأشرح لك مشكلتي باختصار.
أختاي هاتان أعطيهما ثقةً عمياء؛ لأنهما قد مراً بعدة مشاكل: حب وغرام في الماضي كانتا تخفيانه عن أهلي، لكنهما ندمتا، ووعدتاني أن تخبراني بكل شيء، وهذا كان قبل سنتين، ومن وقتها لم أجد عليهن شيئاً، ولا حظت كبرهن ونضجهن، وأنا أكرر أني أعطيتهن ثقةً عمياء؛ لأني أريدهن أن يحصلن على فرصة ثانية، ولأني ليس لدي وقت لتفقد حياتهن، فلا يسعني إلا أن أثق بهن ونصحهن من وقت لآخر وأن أحكم ضميرهن.
اليوم فقط وجدت رسالة على جهاز الكمبيوتر لأختي الكبرى (18) وكانت من شاب، فسألتها بعد ذلك فاعترفت لي أنها تحبه وأنه يحبها بشغف، (رغم أنه والله رأيت كل رسائله، وكلها: "أحبك أحبك أحبك" وكلام الغرام هذا)، أنا صعقت بصراحة؛ لأنها خانت ثقتي، وأخبرتها أنه عيب عليها أن تخون ثقتي العمياء بها، وأن تخبئ موضوعاً كهذا عن أهلها، فأجهشت بالبكاء وقالت بأنها تحبه، وأنه سيخطبها بعد سنتين، علماً بأني أعرف الشاب، وهو صديق قديم لي من أيام سكني في السعودية، إلا أننا لا نتحدث مطلقاً الآن، ولا أعرف أخلاق الشاب إلا أنه بعمرها ويدرس الصيدلة في دولة عربية، كما أن أهله أصدقاءٌ لأهلي، وأختي كانت على علاقة حب به قبل أربع سنين ثم انقطعت، وأعادا الاتصال ببعض حين التقيا هذا الصيف، أي: قبل أربعة أشهر، والآن لا يتواصلان إلا بالإيميل والهاتف.
شيخي الفاضل! أنا لا أدري كيف أتصرف؟ فقد كنت في الماضي أضربها في مواضيع بهذه الحساسية، إلا أني أقسمت منذ سنتين على أن لا ألمسها، ووعدتها بذلك؛ لأني أؤمن بأن الضرب لا يجدي معها، وأحس أني أظلمها بفعل ذلك، وخصوصاً أنها الآن في السنة الثانية بالجامعة، وصبية تدخل التاسعة عشرة تقريباً.
أحتاج لمساعدتك شيخي الفاضل، وأن تخبرني كيف أتصرف معها وفقاً للشرع؟ وما هو أسلوب التعامل مع الشاب؟
عندما قلت لها بأنها خانت ثقتي فيها قالت بأنها حاولت أن تخبرني لكن الموقف لم يكن مشجعاً فخافت.
أنا أكثر شيء يقلقني هو محادثات الهاتف بينهما؛ لأني أعرف بما قد توصل، لكن أختي بشكل عام يبدو من المستحيل أن ترضى بتركه، وأنا لا أريد إجبارها، بل إقناعها، وهل من المجدي أن أفكر بأن هذه العلاقة ربما تكون لخير وتنتهي بزواجهما مثلاً لو افترضنا أن الشاب مهذب وعلى خلق عال؟
وهل أسمح لها بالاستمرار بينما أكون أنا المراقب لما يدور بينهما؟
والله يا شيخ! لدي امتحان ولم أستطع أفتح الكتاب حتى أبعث لك بهذه الرسالة، فأرجوك أن تساعدني بأسرع وقت ممكن، وجزاك الله ألف خير، ودُمت بأمان الله.
ملاحظة: إذا أردتم نشر الرسالة فلا تترددوا علها تفيد الآخرين.