السلام عليكم ورحمة الله.‏

مشكلتي أني لا أعرف مما أعاني منه، فأنا أعيش حالة نفسية صعبة استمرت لمدة أوصلتني لمرحلة اليأس، ‏فالحالة تتمثل في الشعور بالقلق والخوف، وفي بعض الأحيان الإحساس بعدم الأمان، وغياب التركيز، ‏وقد بدأت هذه الحالة منذ عامين، عرضت نفسي خلالها على طبيب نفسي، والذي انقطعت عن زيارته ‏وعن الدواء بشكل تدريجي، المهم أن المشكلة الأساسية والدي الذي جعل نفسيتي متأزمة، وأصبحت ‏أخاف من معرفة الآخرين بأني مريض نفسي، بالإضافة إلى تأثير حالات أخرى مثلاً، كسماعي بانتحار ‏مريض نفسي، وهنا ينتابني خوف من فقد السيطرة على نفسي، وأخاف أن أقوم بشيء كالانتحار مثلاً. ‏
أفيدوني أفادكم الله.‏

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطةٌ جداً، وهي نوع من القلق النفسي، ويظهر أن هذا القلق النفسي مرتبط بشخصيتك، ثم بعد ذلك تطور إلى مخاوف وسواسية، وهي في كثيرٍ من الحالات تكون أيضاً مصاحبة للقلق.

هنالك عدة وسائل للتخلص من القلق، أولاً: يجب أن نفهم أن القلق طاقة نفسية مطلوبة إذا كانت بدرجةٍ، أما إذا وصل إلى مرحلة عدم الشعور بالأمان والضيق وفقدان التركيز، فلا شك أن هذه الطاقة قد ازدادت أو قد انحرفت عن المسارات الصحيحة في داخل النفس.

من أفضل الطرق للتخلص من القلق هو أن تعبر عن ذاتك، وأن تتجنب الكتمان في داخل نفسك، هذا أولاً.

ثانياً: من الضروري جداً أن تكون جيداً في تنظيم الوقت، فوقت الراحة، ووقت للعبادة، ووقت للدراسة، ووقت للتواصل الاجتماعي ...وهكذا، فتنظيم الوقت يُعتبر من الوسائل الجيدة جداً للتخلص من القلق .

عليك أيضاً بممارسة الرياضة، فالرياضة تمتص القلق بدرجةٍ كبيرة، وتؤدي إلى تحسين التركيز .

من الجيد أيضاً أن تحاول النوم مبكراً، ويا حبذا لو تناولت الحليب الدافئ قبل النوم، فهو يُزيل القلق ويحسن التركيز وكذلك النوم أيضاً.

الجزء الأخير في العلاج والإرشاد هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، وننصح لك بأحد مجموعة الأدوية المضادة للقلق والتوتر والاكتئاب في ذات الوقت، ويعرف هذا الدواء باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم التوقف عنه.

لا شك أن الخوف من الانتحار حين تسمع عن مريضٍ نفسي قام بذلك هي مخاوف وسواسية، وإن شاء الله البروزاك سوف يجعلك تتخلص من ذلك.

الجزئية التي ذكرتها عن التنشئة والمعاملة السيئة من والدك، أرجو أن لا تُعطي هذا الموضوع حجماً أكبر من حجمه، فوالدك هو والدك ومن حقه أن تبره، ولا أعتقد أنه قد اتخذ منهجاً قاسياً وسيئاً بقصد إلحاق الضرر بك، إنما ربما يكون هو منهجه الذي تعلمه من بيئته أو طريقة التنشئة التي حدثت له.

كما أن كل مدارس النفس الحديثة تدل على أن ما كان يعتقد سابقاً من أن القسوة في التنشأة تؤدي إلى مشاكل نفسية في المستقبل ليس بصحيح مطلقاً، فقد رأينا الكثير من الناس نشئوا في ظروفٍ نفسية سيئة جداً، ولم يحدث لهم أي شيء في مرحلة الشباب على سبيل المثال، وفي المقابل رأينا الكثير من الذين اعتقدوا أنهم قد تربوا تربية مثالية هنيئة منعّمة حدثت لهم الكثير من الصعوبات في الحياة.


فأرجو أن لا تجعل مشاعرك السلبية نحو والدك سبباً في الصعوبات التي تُعاني منها، بل على العكس تماماً، أرجو أن تبني مشاعر إيجابية نحو والدك، فهذا سوف يُساعدك كثيراً، ولابد أن تكون باراً به.

وبالله التوفيق.