السؤال
أنا فتاة عمري 22 سنة، أعيش حياة بلا أمل ولا هدف، أعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك إنسان لا يحلم، لكني تعودت على كبت أحلامي، وقتلت الأمل في نفسي، أنا أعيش في بلدٍ أوروبي، لا أملك أوراق إقامة، لكني أعيش في أحضان أسرتي، ولا أشكو نقصاً مادياً، حين جئت إلى هذا البلد كنت أحمل أحلاماً كثيرة لكنها كسرت كلها ومضت سنوات عدة وأنا جالسة بين أربعة جدران لا أحد يمنعني من الخروج غير أني أمنع نفسي، فأنا أشعر عند خروجي برهبة وكأني مقبلة على تجربة صعبة، ليس لدي أي صديقات حتى في النت، أعرف فتاة واحدة فقط، أبواي يحثاني على الخروج للدنيا وأخواتي يعرضن علي العمل لكني أرفض، مع أني مللت من روتينية حياتي، قد أجلس في البيت شهرين أو أكثر دون أن أرى الشارع، أحياناً كثيرة أحس أنني عالة على أسرتي، مع أني لا أكلفهم أي شيء، فأنا أتقاضى أجراً مقابل رعاية ابن أختي، لكني مع ذلك أحس أني هامش في هذه الحياة منذ سنوات، خضت تجربة التعرف على رجال من أجل الزواج لكني تبت إلى ربي وعدت مستغفرة نادمة لأن ما بني على باطل فهو باطل .
أنا لا أعرف ما جدوى وجودي، حتى البكاء أخشى أن أبكي لأن أسرتي يعتقدون أنني أغار من أختي التي تزوجت، فأصبحت أكتم حزني ولا أبكي إلا خفية، ولا أشكي همي سوى الله، وأكتبه على شكل خواطر.
أنا حلمت أن أكون داعية وأن أدرس علوم الدين، وحلمت أن أتزوج من صالح، وأن أربي جيلاً صالحاً، لكني اليوم ما عدت أحلم، فالسنوات تمر وأنا أراقبها دون أن أمضي مع الركب.
إخوتي يبحثون لي عن عريس، وأحياناً يكون فارق السن 20 سنة أو أكثر، فأرفض، فيعتبرني الناس غبية لأن إيجاد عريس فرصة يجب أن أستغلها للحصول على إقامة، وبعدها بإمكاني ترك العريس متى شئت، وأنا لم أتعود خداع الناس؛ لأني أتقي الله وأخشى غضبه.
لا أدري ماذا أفعل، ولا حتى ما هي مشكلتي، إنني فتاةٌ ضائعة تحب الحياة لكنها لا تجد سبيلاً إليها.