الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات الخوف عند السماع بحالة وفاة أو مرض وكيفية علاجها

السؤال

في وقت حلول العطلة الصيفية أمرض من القعود، وحين السماع باسم ميت أو مريض ينتابني خوف شديد مع زهد في الدنيا، مع عدم قابلية الشهية للطعام.

راجعت طبيباً نفسياً فوصف لي الأدوية التالية:
لكسوتان + زولوسير+ديماترول، وتحسن الوضع لدي، لكنني أخاف أن تستمر هذه الأزمة معي في المستقبل.

أرجو الإجابة بصدق، فأنا ملتزم والحمد لله بعبادتي وتلاوة القرآن والذكر، أرشدني للمفيد، وفقك الله، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالخوف حين سماع اسم ميت أو مريض، هو نوع من المخاوف الخاصة، حيث أن هنالك عدة أنواع من المخاوف، فهنالك الخوف من الأماكن المرتفعة، والخوف من الظلام، والخوف من الأماكن الضيقة، والخوف من ركوب الطائرات، والخوف من الأمراض، وخلافه.

ولا شك أن الخوف حين سماع اسم شخص ميت أو مريض يحرك في داخلك نوعاً من المخاوف المرتبطة بالموت وحقيقة الموت، وهذا ليس دليلا على الجبن أو ضعف الشخصية، إنما هذا النوع من المخاوف يكون مكتسباً نسبة لحادثة معينة، ربما تتعلق بموت شخص أو مرض شخص كنت على صلة به، وارتبطت هذه الفكرة في عقلك الباطني، ثم تطورت وأصبحت ملازمة لك.

المخاوف بصفة عامة تواجه عن طريق تجاهلها واستبدالها بفكرة أو فعل مضاد، وفي مثل هذه الحالة يجب أن تحاور نفسك، وتحاول إقناع الذات بأن المرض والموت هي حقائق لا مفر منها، وفي نفس الوقت الأعمار بيد الله.

أرجو أن تقوم بإجراء مثل هذا الحوار مع نفسك بصورة متكررة، كما أني أنصحك أن لا تقرأ كثيراً عن الأمراض، والحمد لله أنت ملتزم بعباداتك، ولا شك أنه بذكر الله تطمئن القلوب، والطمأنينة دائماً هي المرادف الضدي للخوف.

بالنسبة للأدوية التي تناولتها، هي في الحقيقة أدوية جيدة مضادة للقلق والتوتر والمخاوف بصفة عامة، ويمكنك الاستمرار فيها لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيضها بالتدرج.

الدواء الذي يعرف باسم (لكسوتان) أرجو أن توقفه من الآن؛ لأنه ربما يسبب نوعاً من التعود أو الإدمان، أما الدوائان الآخران، فهما والحمد لله لا يسببان أي نوع من الآثار الجانبية المزعجة أو الإدمان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً