الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قررت البقاء في عملي ولكني غير مرتاح لقراري، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالرجوع للاستشارة رقم: (2488933).

اتخذت قراري بالبقاء في عملي الحالي ورفض العمل الجديد بعد الاستخارة، إلَّا أني من وقتها وأنا أشعر بضيق شديد، وزاد عليها حدوث بعض الأمور المزعجة في عملي الحالي، وانكشاف بعض الأمور، والتي ربما لو حصلت أو انكشفت من قبل لما كنت بقيت فيه، وأعتقد أني ربما اتخذت القرار الخاطئ.

أقول في نفسي: إنه ربما يحرم علي التفكير بهذه الطريقة، ويجب التوكل على الله طالما أني استخرت الله كثيرًا سبحانه، وفي كل الأوقات المحببة لإجابة الدعاء.

ثم يرادوني شعور آخر أنه ربما كان لدي من الذنوب ما حال دون الاستجابة لدعاء الاستخارة، فلم أوفق للخيار الصحيح.

أحاول التخلص من هذا الشعور، إلَّا أنه ما يلبث أن يعود وأدخل في حالة حزن وضيق شديدين.

أرشدوني لما يطمئن قلبي ويخرجني من هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم الجواد أن يبارك في عمرك، وأن يوفقك للخير، وأن يصرف عنك كل شر، وأن يرضيك بالقضاء.

أختنا: ثقي تمامًا بأن ما اختاره الله لك هو الخير، وأن ما صرفه الله عنك هو الشر، فقد استخرت الله عز وجل، ثم هداك إلى هذا القرار الذي كنت قلقة منه، لكنه توفيق من الله تعالى، فاحمدي الله واشكريه.

أختنا: لن يسلمك الشيطان بأن يحزنك كل دقيقة، ويخترع لك من الأوهام ما يجعلك حزينة إلى قرارك، مع أن كل عاقل يعلم أن أي عمل فيه عقبات، هذا أو ذاك لابد أن يكون فيه عقبات، وبعض تلك العقبات هي مِن تبنِّى الإنسان، لكن الشيطان يأتي ليوهمك أن تلك العقبات دليلاً على عدم قبول الاستخارة أو عندك ذنوبًا حالت دون ذلك أو ... أو ...، وهذه كلها مبررات تافهة لأجل تحزينك، فلا تهتمي (أختنا) بتلك الأمور، وسلي الله الإعانة.

أختنا الفاضلة الكريمة: إننا نريد منك عدة أمور:

1- الإيمان التام بأن الخير فيما اختاره الله لك، وأن أي أمر طارئ لا علاقة له البتة بالاستخارة، بل كل ما يحدث هو في الإطار الطبيعي لبيئة الحياة العملية.
2- اجتهدي في تضخيم الإيجابيات في عملك، واحمدي الله على كل زاوية إيجابية فيه.
3- لا تستسلمي للوساوس، ولا تسمحي للشيطان أن يتلاعب بك، بل كلما أتاك استعيذي بالله منه، وانصرفي إلى عملك.
4- تذكري أن العمل الآخر كان جديدًا عليك، وقد قلت في الاستشارة السابقة أنك ستبدئين فيه من الصفر، وأضعف مراحل الشجرة في بدايتها، ولعل الله الكريم نجاك من أمر لا تعلمينه، فاحمدي الله واشكريه.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يبارك في عمرك، وفي عملك، وأن يرزقك الرزق الحلال، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً