الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق من الدراسة واستمراء للمعصية.. فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وشكر جهدكم.

لدي ست مشاكل، سأذكرها لكم:
الأولى: اكتئاب ووسواس قهري، وآخذ له علاجاً نفسياً، وهو (باروكسيديب)، (باروكسيتين) ٢٥ / قرصان، و(مودابكس سيرت الين) ٥٠ / قرصان، وابيليبيكس (اريببرازول) ١٠/ قرص واحد. تحسن الوسواس، لكن الحالة متذبذبة في الاكتئاب.
الثانية: إدمان الإباحية والعادة السرية.
الثالثة: إلف هذه المعصية، والإحساس باستمرائها وعدم تأثر القلب باللوم والمعاتبة.
الرابعة: انهيار المستوى الدراسي والضيق من الدراسة.
الخامسة: وجود فتاة أحبها وأحسبها على خير، ولكني لم أتواصل معها و-لله الحمد- فأنا غير مستعد للزواج الآن، وأخشى ضياعها.
السادسة: تبلد في المشاعر، فهل هذا بسبب الدواء؟

أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك هذا بما فيه من ست نقاط، والتي سأجيب عليها كما وردت في سؤالك، في ست نقاط:

أولاً: ما تعاني منه بما أسميته الاكتئاب والوسواس القهري، فأنت تعالجه الآن بالأدوية المناسبة التي وردت في سؤالك، وهي مفيدة، وأرجو أن تتابع عليها بإشراف الطبيب النفسي الذي وصفها لك، و-بإذن الله تعالى- ستخرج من هذا الذي تعاني منه، وإن كان كما ورد في سؤالك أن الاكتئاب والوسواس يتذبذب، نعم، يستمر هذا حتى تخرج منه بشكل نهائي -بإذن الله سبحانه وتعالى-.

ثانياً: ما ذكرت من إدمان الإباحية والعادة السرية؛ فهذا عليك أن تضبط سلوكك فيه، وتحاول أن تمنع نفسك من الإباحية، والانتباه لعالم الإنترنت الذي -مع الأسف- أدخل الناس في الإباحية والمحرمات، والنتيجة الطبيعية أن يلجأ الشاب إلى العادة السرية؛ لذلك: علاج هذا أن تسد وتجفف المنابع، وأن تمنع نفسك عن المواقع الإباحية؛ وبالتالي يخف عندك ممارسة العادة السرية.

النقطة الثالثة: تذكر أنك ألفت هذه المعصية، وأنك تحس باستمرائها وعدم تأثر قلبك بها، فهنا أدعوك بعد أن تمنع نفسك عن المواقع الإباحية أن تتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحًا، وأن تعزم على عدم العودة، وأن تلجأ إليه سبحانه وتعالى بالعبادة، وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والتضرع، مذكراً نفسك أن هذه معصية، وأن تعزم على أن تحيي خلق الحياء والمراقبة لربك في قلبك، فلا تألف المعصية.

النقطة الرابعة: ذكرت انهيار المستوى الدراسي وضيقك من الدراسة؛ فلعل هذا نتيجة طبيعية لنمط الحياة التي تعيشه، مما ورد في النقاط السابقة، وربما له علاقة أيضاً بما تعاني منه من الاكتئاب والوسواس القهري والذي أدعو الله تعالى لك أن يخففه عنك، وهنا أدعوك أن تتحدث مع الأخصائي النفسي الذي عندكم في الجامعة - فأنا قدرت أنك في الجامعة باعتبار أنك بعمر 24، أن تتحدث مع الأخصائي النفسي في الجامعة- فهناك بعض المهارات النفسية التي يمكن أن يرشدك إليها لتقوي من دافعيتك للدراسة، مما يمكن أن يرفع عندك مستوى الأداء الدراسي.

النقطة الخامسة: ذكرت أن هناك فتاة تحبها وتحسبها على خير، وأنك لم تتواصل معها -ولله الحمد-، ولكنك غير مستعد للزواج الآن، وأنك تخشى ضياعها، ماذا تتوقع أن أنصحك هنا؟ طالما أنك غير مستعد للزواج الآن، أو أن ظروفك لا تسمح، فهذا ليس مبرراً أن تحجز هذه الفتاة، فهي لها حياتها وأنت لك حياتك، وعليك أن تختار الطريق الذي يصلح لك، فكما تلاحظ ليس هناك جواب سحري يحل هذه المشكلة، ولكنه قرار عليك أن تتخذه.

النقطة السادسة والأخيرة: ذكرت أن عندك تبلداً في المشاعر، فلا أعتقد أن هذا من الدواء، وإنما هو عرض من أعراض الاكتئاب؛ حيث يشعر الإنسان وكأنه فاقد للعواطف والمشاعر، لذلك أعود إلى النقطة الأولى من أخذ العلاج الدوائي للاكتئاب والوسواس القهري بجدية، والمتابعة الحثيثة مع الطبيب النفسي؛ لأنه قد يحتاج أن يرفع لك الجرعة لتحصل من العلاج على التحسن الذي ترغب به.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويلهمك صواب الرأي والقرار والقول والعمل، وأن يكتب لك الصحة والعافية، ويجعلك من الموفقين الناجحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً