الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزح معي زوجي بكلمة الطلاق فتأثرت نفسياً!

السؤال

السلام عليكم.

من فضلكم أريد طريقة التعامل مع الزوج، الحمد لله أعيش حياة هنيئة مع زوجي، وأتغافل عن الكثير من الأمور، من بينها تدخل أمه في حياتي الشخصية، وحتى في أبسط الأشياء كمجوهراتي ودراستي، كسبت رضا أمه بالصمت رغم تدخلها المتكرر فيّ، إلا أني أظن أن المشكلة بحد ذاتها هو زوجي؛ لأنه يوصل أي صغيرة وكبيرة لها، فمثلاً عندما نلعب معاً، أو عندما أخرج، أو أدخل، أو أطبخ، أو حتى عندما أضعت بعض مجوهراتي في حفل زفافي، أتت وخنقتني من عنقي بابتسامة، وقالت لي: لا تدعي رقبتك فارغة افعلي شيئاً.

هو لا يستطيع أن يحد من تصرفات أمه؛ لأنه هو من يخبرها بكل شيء، وأنا أستحي أن أصدها فأعتبرها امرأة كبيرة علي احترامها وفقط، فكيف علي التعامل معه؟ وكيف أنصحه بالحفاظ على أسرار البيت؟

سؤال آخر: كنا نلعب أنا وزوجي، فقال لي بمزحة أنت طالق، قرأت بعض الفتاوى، فعلمت أن الطلاق قد وقع، ذهبنا إلى شيخ وأفتى لنا واعتبر لنا أن الطلقة الأولى قد وقعت، لم أخبر أحداً بما حدث، إلا أني أحترق يومياً وعلامات الحزن بادية علي، رغم أن شخصيتي دائماً بشوشة، كيف أتعامل مع نفسي كي أتخطى الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maria حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك هذا العقل، وتلك الحكمة في التعامل مع أم الزوجة، واستحضارك للأجر من وراء ذلك هو معين لك على الاستمرار، ثم هو في ذات الوقت عامل من عوامل استقرار بيتك وحياتك.

ثانياً: ما حدث من زوجك هو درس له قبل أن يكون درساً لك، ولعله -أختنا- ما كان يعرف الحكم الشرعي، أو كلمة ألقاها الشيطان على لسانه ما يدري أثرها، ونسأل الله أن يعفو عنه.

ثالثاً: نأتي إلى سؤالك: كيف تتعاملين مع نفسيتك التي تأثرت بهذا الموقف؟

الجواب -أختنا- في النقاط التالية:

1- الإيمان التام بأن الحياة الزوجية لا تخلو من كدر وابتلاء، ولا يوجد في النهاية بيت بلا مشاكل، مهما كان صلاح الأزواج، لا بد أن تحدث تلك الهنات، استحضارك لهذا المعنى يقلل من هذا الاحتقان.

2- النظر إلى من هي أعظم منك ابتلاء في زوجها، مع شدة صلاحها ورعايتها له، وهذه النظرة مع النقطة السابقة تدفعك إلى الاتزان النفسي.

3- عدم إغفال حظ الشيطان من تضخيم المشاكل، وتصويرها على غير ما هي عليه، فلا يخفاك أن الشيطان متربص بكل بيت فيه الاستقرار والسكينة، وقد أخبرنا -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ إبليسَ يضعُ عرْشَه على الماء، ثم يَبْعَث سَراياه، فأدْناهم منه منزِلةً أعظمُهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأتِه، قال: فيُدْنِيه منه ويقول: نعم أنت»، قال الأعمش: أراه قال: «فيَلْتَزِمُه»، وعليه فالاستعاذة منه واجبة كلما ضاقت النفس والتفكير بمكروه؛ مما يدفع عنك ما تجدين في نفسك.

4- ذكر المحاسن الخاصة بالزوج، فلا شك أن للزوج محاسن، وأنتم -والحمد لله- على وفاق في كثير من الأمور، فكلما أتاك ما يحزنك؛ ذكري نفسك ببعض محاسنه وضخميها؛ فيقل تأثير الشيطان، وتستقر نفسك.

5- الحوار مع الزوج، وكثرة الحديث معه حول ما تحبين وما تكرهين، وما يحب وما يكره، وإن وجدت وقتاً مناسباً، فحدثيه عن ألمك في هذا الموقف، فلعله يطيب خاطرك بكلمتين فيكون لهما وقع جيد على نفسيتك.

6- المحافظة على تحصين البيت بالصلاة والسنن، وقراءة القرآن، والأذكار، وخاصة قراءة سورة البقرة كل ليلة؛ كل هذا عامل إيجابي في تهدئة النفس وسكينة البيت.

وأخيراً: كثرة الدعاء لله -عز وجل- -أيتها الفاضلة-، فالدعاء سهم صائب إذا ما انطلق من قلب صادق، وتكرر دون عجل، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً