الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يعجبني شكل خاطبي رغم ارتياحي له، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

لدي مشكلة، تعرفت إلى شابٍ منذ أيام الثانوية، كنا أصدقاء مقربين، نتحدث يومياً ونلتقي في الثانوية دائماً، هو شخص طيب وذو أخلاق ودين، لدينا عدة نقاط مشتركة، وقف بجانبي في أوقاتي الصعبة، لكنه لم يكن يجذبني شكلاً.

مرت فترة على صداقتنا، وصارحني بحبه لي، خشيت أن أخسره، فأخبرته أنني أبادله المشاعر، ومنذ ذلك الحين ونحن معاً، مرّ على الحكاية 7 سنوات، كان حنوناً، ويحبني ويخاف عليّ، في كل موقف أجده سباقاً قبل الجميع، وتمت خطبتنا قبل 8 أشهر، والعام القادم زفافنا -إن شاء الله-، لكن لا يزال لا يعجبني شكله، فهو نحيف جداً، وبدأ شعره في التساقط، ويرتدي نظارات، ولا يهتم بشكله كثيراً، خجول، ما يهمه هو أنه نظيف، وملابسه نظيفة.

من ناحية: أشعر أنني لا أستطيع تركه، فقد تعودت عليه، وفي كل الأمور ألجأ إليه، وهو أكثر إنسان يفهمني، وكلما حاولت تركه أجد أن القدر يقربه، وكلما صليت استخارة يحصل تطور في علاقتنا، لكن من جهة أخرى لا أشعر بالارتياح الكبير، ودائماً ما أشعر بالنقص، خصوصاً من شكله.

لما رأوه المدعوون في الخطبة كل شخص تحدث عن شكله، وأننا مختلفان جداً من حيث الجمال! كنت أرسم فارس أحلامي دائماً أنه بشوش.. رياضي يهتم بشكله، شخص حركي ونشيط، وهو لا يملك تلك المواصفات التي كنت أتمناها!

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maroua حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

نحن لا نؤيد ترك الشاب بعد العلاقة المذكورة، ونسأل الله أن يعينكم على جعل هذه العلاقة في طاعة الله تبارك وتعالى، وإذا كان في الشاب المذكور نحافة وشيء من الدمامة فإن فيه الدين والأخلاق، وهذه هي المؤهلات الأساسية، وليس المهم في الرجل شكله، بل المهم في الرجل أخلاقه ودينه (إذا أتاكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه).

كما أرجو أن تعلمي أن الفتاة ينبغي أن تمضي برأيها وقناعاتها، وما ينبغي أن تنتبهي لآراء الآخرين؛ لأن رضاهم غاية لا تدرك، وكلامهم لا يمكن أن ينتهي، وإذا تركت صاحب الدين والأخلاق وصاحب المواقف، أيضاً سيلومك الناس؛ لأنك لست وفية؛ ولأنك تركت من فيه الخير والدين والصلاح، فإذا وجد الدين والصلاح، فنحن لا نؤيد التفريط في مثل هذا الشاب، خاصة أن له مواقف طيبة معك، ونتمنى أن يكون في هذا الارتباط كفارة لما حصل من تجاوزات، قبل تحويل العلاقة إلى علاقة رسمية شرعية، ونسأل الله أن يعينكم على إكمال الحياة بالحلال، وفي طاعة الكبير المتعال -سبحانه وتعالى-.

عليه: نحن نميل إلى إكمال المشوار مع الشاب المذكور، والنقائص المذكورة يمكن أن تكمليها أنت، فالزوجة تهتم بلباس زوجها، وبنظافته، والزوجة لها تأثير كبير على الرجل، وهي عون له على الطاعة كما أيضاً الرجل عليه أن يعين زوجته على الطاعة والخير، نسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً