الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب فتاة متقلبة المزاج واحترت في التعامل معها، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أحب فتاة، أحبها وكانت سابقاً تحب شخصًا آخر، وتركت هذا الشخص، وبعد فترة توفي والدها، وأنا دائماً أتكلم معها برومانسية، بين فترة وأخرى تبكي وتحزن، وفترة أخرى تضحك وتتسلى معي، وأحياناً تقول لي إن سبب حزنها عدم زواجي لها مبكراً، ومرات تقول بأنني لا أستحقك، ما سبب ذلك؟ علماً أنني أتكلم معها وأحدثها، ولو كان بيننا مكالمة فيديو تطلب اغلاق الاتصال وتبكي.

أرجو الرد بأسرع وقت ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يهديك إلى طريق مستقيم.

أخي: قرأنا السؤال مرتين وثلاث، ونحن في عجب من السائل والسؤال، أما السائل، فمسلم مؤمن بالله تعالي يعلم الحلال والحرام كونه يعيش في بلد إسلامي وعربي، وأما السؤال فالعادة في مثل هذه الأسئلة من الشباب أن يكتبوا: كيف نتوب إلى الله من هذا الذنب؟ هل سيبتليني الله؛ لأني فعلت ذلك؟ هل سيقبل الله توبتي؟ هل تنصحونني بالزواج منها؟ لكنا صدمنا حين تجاوزت المعصية والحديث عن التوبة، لتتحدث عن كيفية الاستمرار في المعصية؟ وتفسير غلق الفتاة كاميرا الفيديو؟

وهذا والله من البلاء -يا أخي-؟ أن تغتر بستر الله عليك، وأنت قائم على المعصية.

أخي: ما تفعله مع الفتاة من حديث محرم، أو كما أسميته (رومانسي)، هذا لا يجوز، وقد هتكت حرمات الله بذلك، وهذه الفتاة التي مات أبوها لم تراع حرمة وفاته، وتحدثت مع الأجانب بما لا يليق ولا يحل، وهذا جالب لعذاب الله عليك وعليها إن لم تتوبا لله عز وجل.

أخي: إن الحديث المحرم والنظر المحرم هو من الزنا، بل هو أشد أنواع المعاصي المؤثرة على إيمان العبد، ولذلك أمر الله الجميع رجالاً ونساء بأن يغضوا من أبصارهم، لما له من تأثير سلبي على الدين، قال الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)(سورة النور).

فجعل الحفظ يبدأ من العين؛ لأنها بريد الزنا -عافاك الله-.

فإذا لم يرتدع الإنسان ويتب إلى الله تعالى من هذه الجريمة، فإن لله غضبة لا تقوم لها السموات والأرض، فاحذر غضبة الله، وتذكر أن العين التي بها تبصر هي من عطائه ولو شاء لسلبها، فكنت أعمى، وأن اللسان الذي تتحدث به بالقول المحرم هو كذلك عطاؤه، ولو شاء لجعلك أصم وأبكم، فاتق الله ولا تستجلب غضب الله تعالى، فالله قال: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، فهل ستنتظر أن تحل المصيبة عليك وعليها حتى تتوب لله عز وجل؟

أخي: نصيحتنا لك أن تتوقف وفوراً عن مراسلة الفتاة، وأن تعلنها توبة لله عز وجل، وإن كنت قادراً على الخطبة، فتوكل على الله، وإن لم تكن قادراً، فلا تمنِّ الفتاة بما لا تقدر عليه، واتق الله فيها، فإنها اليوم يتيمة، وهي كسيرة، وأنت لك أخوات ولك محارم، فاتق الله ولا تهلك نفسك وأسرتك.

هذا جوابنا عن السؤال الذي لم يسأل، ونصيحتنا لمسلم هو منا بمنزلة الأخ، فإن إردت التواصل معنا فيما يخص حياتك، وما يرضي آخرتك، فنحن إخوانك -يا أخي-، أما سؤالك الحالي فهو معصية لا نتعاون فيها، ولا نتحدث عنها.

نرجو أن تكون رسالتنا لك واضحة، وأن تتوب سلماً قبل أن يأتي الله بك حرباً، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً