الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت للتنمر من الفتيات في فصلي، فكيف أحمي نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مؤدبة ومجتهدة جدًا، وهناك ثلاث فتيات يتنمرن علي ويسخرن مني دائمًا؛ لأني متفوقة في دراستي، وأنا لا أسمح لهن بالسخرية مني أمامي، وأرد عليهن، ولكن المشكلة أنهن يغتبنني دائمًا من ورائي، ويتحدثون عني بطريقة سيئة.

في بلدي نظرًا لأن التعليم في المدارس الحكومية سيئ جدًا، فهناك دروس خصوصية، بأن يتم تدريس الطلاب مقابل مبالغ مالية، وصادف أن المعلمة التي أذهب إليها تدرس الفتيات المتنمرات أيضًا، وللأسف المعلمة الخاصة تقف في صفهن دائمًا؛ ولأني طيبة ولا أستطيع الرد والدفاع عن نفسي، حدثت مشكلة بيني وبينها بسبب طيبتي، ودعوت عليها وعلى الفتيات، دعوت بأن تكسر أيديهن وأرجلهن، وفعلاً بعد أسبوعين كسرت رجل المعلمة، فأريد أن أعرف هل ذلك استجابة لدعوتي؟

لا أعلم ماذا أفعل؟ حاولت تجاهلهن ولم أستطع، وأهلي من النوع الطيب الذي لا يفهم في حل المشاكل.

المشكلة الأكبر: أن اثنتين منهن أيتام، لذلك أخلاقهن سيئة ويفضلن الدلع، أما الثالثة: فهي متكبرة جدًا، كما أنهن يتصفن بالكذب، والغش، والتنمر، ويستمعون إلى الأغاني دائمًا، ولا يخافون من الله، فلو قلت لهم: إن ما يفعلونه حرام، والغيبة والنميمة من الكبائر؛ فإنهن يسخرن مني.

ربما تكون مشكلتي تافهة في نظر البعض، ولكن هذا الأمر يحزنني جدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:

ابنتي العزيزة: لا شك أن حسن الخلق مما حث عليه الإسلام وأمر به، ومن حسن الخلق المسامحة والعفو، ولكن هناك من الناس من يزداد شره إذا عفا عنه الآخرون، ويرى أن هذا بسبب ضعفهم، ومثل هذا الصنف من الناس لا بد من مواجهته ومجابهته بصرامة وحزم، وعدم السماح له بالتمادي والاعتداء؛ ولذا لا بد أن تنتبهي لعدة أمور:

- هناك فرق بين المسامحة والعفو وبين الضعف.
- المسامحة تكون في الظروف المناسبة، ومن منطق القوة.
- الحذر من إظهار ضعف الشخصية بدعوى المسامحة.
- خذي حقك بنفسك، فإذا كان الاعتداء باللسان فردي بلسانك -مع مراعاة عدم الإسفاف أو البذاءة في الرد-، وإذا كان باليد فيكون الرد باليد على وجه الدفاع لا الاعتداء والهجوم، مثل: القبض على أيديهن، وعدم السماح لهن برفع اليد ونحوه.
- من الممكن التحدث مع أهلك في الأمر، وإذا رأيت أنه غير مناسب، لأنهم طيبون أكثر من اللازم، ولم تستطيعي بنفسك إيقافهم، فأرى أن تتحدثي مع الإدارة؛ والذي من واجبها سلامة الطالب وتوفير الأمان له، والخلاصة: لا تسمحي لأحد أن يتجاوز حده معك.

بالنسبة لتفوقك واجتهادك الدراسي: فاستمري واحرصي عليه؛ فهو من مصادر قوتك، واحذري عند تفوقك من الغرور والإعجاب بالنفس، أو الاستعلاء على الآخرين، واجعلي لك أصدقاء من زميلاتك، يقفن معك في مثل هذه المواقف، وتكن لبعض مصدر قوة.

أخيرًا: ابتعدي قدر المستطاع عن نِقَاط التماس معهن، وربما وأنت في هذه السن لا تحتاجين للإنكار عليهن، واجعلي غيرك من تتولى الإنكار عليهن عند الوقوع في المعاصي.

حفظك الله ووفقك، وصرف عنك الشر وأهله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً