الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشتراط أهلي قرب السكن منهم عرقل زواجي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً، وأشعر أنه الوقت المناسب للزواج، وأريد ذلك حقاً، ويأتيني -والحمد لله- الكثير من العرسان، ولكني أواجه الرفض الشديد من أهلي، وهم يضعون شروطاً لم تنطبق على أي أحد ممن تقدم لي، والشرط هو مكان السكن أن يكون قريباً منهم، أو في نفس المدينة، فما إن توشك الأمور أن تتم مع أي أحد من العرسان؛ إلا وينتهي الأمر على مكان السكن، وأنا في هذه الدوامة منذ سنة تقريباً، سئمت من ذلك حقاً!

أريد النصيحة، ماذا أفعل؟ وكيف أصبر على عدم تحقيق رغبتي بالزواج الحلال؟ وهل هناك دعاء خاص لهذه الحالة؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسّر لك الرجل الذي يُسعدك وتُسعديه، ويُعينك على طاعة الله، وتعاونيه على فعل الخيرات.

ونتمنّى أن تتفهم الأسرة هذه الاحتياجات الخاصة بك، وعليهم أن يُدركوا أن العبرة في الرجل هو أن تتوفّر فيه الشروط الشرعية والتي انحصرت في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه، دينه وأمانته، فزوجوه)؛ لأنه قد يصعب علينا أن نجد رجلاً مفصَّلاً كما نحب في مكان سكنه وبيئته ومكانته وطَوْلِه، فأرجو أن ينتبهوا لخطورة ما يحصل، فإن كثرة الرد للخطّاب ليس من مصلحة الفتاة.

والعبرة بصلاح الشاب، وطالما أنه من نفس البلد، ومن نفس البيئة، ومن نفس العادات، ونفس التقاليد، أرجو ألَّا يُشدّدوا في الشرط المذكور، ونقترح عليك إيصال هذه الفكرة لخالة أو لعمَّة ممَّن لهنَّ تأثير على الأسرة، إذا كان هناك إحراج في أن تُوصلي فكرتك إلى الوالد أو الوالدة، فاستخدمي العقلاء والفاضلات من محارمك حتى يُعاونوك في تجاوز هذه الصعوبات.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسّر أمرك.

وأرجو أن تنظري أيضًا إلى الجانب الآخر، وهو حرص الأهل على أن تكوني قريبةً منهم، وهذا دليل على حبهم لك، وحرصهم على أن تكوني تحت عينهم وقريبةً منهم، هذا ممَّا يُشكرون عليه، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه، وخاصةً في مسألة الزواج، فينبغي أن يكون التركيز على الشخص نفسه، على الرجل المتقدّم (مَن ترضون دينه وخُلقه)، وعلى محارمك من الرجال أن يبحثوا ويسألوا، فتفويت الرجل المناسب والشاب المناسب ليس فيه مصلحة الفتاة.

لذلك أرجو أن يفكّروا بهذه الطريقة المذكورة، حتى لا يُضيعوا عليك الفرص، وثقي بأن الأمر بيد الله تبارك وتعالى، لكن من المهم أن تصل إليهم هذه الفكرة، وهي أن العبرة بدين الرجل وأخلاقه، ويستطيعون أن يسألوا بعد ذلك عن بقية الأمور، كما أن للزوج أن يسأل عنكم.

نسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يُسهّل أمرك، ونوصيك بكثرة الدعاء المباشر، وأن تسألي الله أن ييسّر أمرك، وأن يضع في طريقك الرجل الصالح، وأن يهدي أهلك لما فيه المصلحة والخير، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً